عاشت مدينة القنيطرة، غربي المغرب، على وقع استنفار أمني، ليلة الخميس الجمعة، بعدما رصدت كاميرا للمراقبة اختطاف طفلة في عامها الخامس، من قبل شخص استغل مجيئها إلى محل بقالة، فاستدرجها، وذهب بها إلى مكان مجهول.
ووثقت كاميرا مراقبة في محل بقالة بمدينة القنيطرة، اختطاف الطفلة فاطمة الزهراء، الأمر الذي ساعد بشكل كبير على معرفة ما حصل للصغيرة.
وأعادت الحادثة إلى الأذهان، مأساة الطفل عدنان الذي تعرض للاختطاف والاغتصاب والقتل، عن عمر يناهز 11 سنة، في مدينة طنجة شمالي المغرب.
وعلى إثر اختطاف فاطمة الزهراء، قضى سكان حي السلام الذي تقطنه عائلة الطفلة، إلى جانب سكان أحياء أخرى، ليلة بيضاء وهم يترقبون الجديد، فيما أطلقت السلطات الأمنية حملات تمشيطية واسعة في كل الشوارع.
رواية الأم
ما إن علمت الأم باختفاء فلذة كبدها حتى انتابها الرعب، فخرجت مهرولة إلى الشارع تلطم وتبكي، غير قادرة على ضبط نفسها وهي تصرخ "أعيدوا إلي ابنتي".
وتنفست الأم الصعداء، يوم الجمعة، إثر العثور على فلذة كبدها، قائلة في تصريح لـ"موقع سكاي نيوز عربية"، إنها جاءت رفقة ابنتها لزيارة والدها (جد الطفلة).
وأضافت أن الطفلة الصغيرة استأذنت من أجل الخروج واللعب رفقة أقرانها بالقرب من المنزل، لكنها غابت مدة طويلة.
واسترسلت الأم "بلغني أن ابنتي ذهبت مع طفلات أخريات، إلى محل تجاري لبيع المواد الغذائية، بصحبة رجل غريب اقتنى لهن بعض الحلويات، ثم استغل الفرصة وأمسك بيد فاطمة الزهراء وغادر المكان إلى وجهة مجهولة.
توصلت والدة الضحية بمعلومات من قريبتين للضحية كانتا معها، حيث قالتا إن شخصا غريبا استدرجهن إلى محل بقالة واقتنى لهن قطع حلوى ثم أخذ فاطمة الزهراء وتوارى عن الأنظار.
بعد سماع الأم باختطاف ابنتها، بادرت إلى إشعار السلطات الأمنية المختصة بالواقعة.
في غضون ذلك، شاهد عيان لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الجاني أخذ الطفلة على متن دارجة نارية بمجرد اختطافها"، وقال إنه لمحها تبكي لكن المختطف ضربها حتى تصمت ولا تثير الشبهات".
وزاد قائلا" "لم أكن أعلم في تلك اللحظة أن الأمر يتعلق بعملية اختطاف، ظننت أنه والدها، لهذا لم أفعل شيئا".
توثيق عملية الاختطاف
و بعد انتشار خبر اختطاف فاطمة الزهراء، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورها وشريط فيديو يوثق لحظة الاختطاف من داخل المحل التجاري، مطالبين بتدخل سريع لإنقاذها من أسموه بـالوحش الآدمي.
ووثقت كاميرة محل بقالة بحي السلام بالمدينة نفسها عملية الاختطاف التي تعرضت لها الطفلة فاطمة الزهراء، وهو الشريط الذي انتشر بشكل سريع على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم تمر أربعة وعشرين ساعة على عملية اختطاف الطفلة فاطمة الزهراء حتى تمكنت عناصر فرقة مكافحة العصابات من العثور على الطفلة وهي داخل حافلة، صباح يوم الجمعة.
وحسب مصدر أمني موثوق، فإن خبر اختطاف فاطمة الزهراء بحي الساكنية استنفر جميع الوحدات الأمنية بالقنيطرة، من أجل البحث عن الضحية التي تقدم والدها بشكاية إلى المصالح الأمنية المختصة.
العثور على الضحية
وقال المصدر لـ موقع "سكاي نيوز عربية"، إن فرقة مكافحة العصابات في جهاز ولاية أمن القنييطرة تمكنت من العثور على الطفلة المختطفة على متن حافلة بساحة "بئر انزران"، وهي تمسك بيدها تذكرة، وفي حالة صحية عادية.
واسترسل المصدر، أنه بعد العثور على الضحية تم عرضها على كشف طبي وخبرة طبية والتأكد من حالتها النفسية، وذلك بناء على تعليمات من ولاية أمن القنيطرة.
ولمزيد من التوضيحات، أكد بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني، أن الأمن يعكف على استغلال وتحصيل كل معطيات التشخيص والتعريف التي رصدتها مختلف كاميرات المراقبة، وكذا إفادات الشهود، وتصريحات عائلة الفتاة الضحية، بغرض توقيف كل من ثبت تورطه في هذه القضية.
وأوضح البلاغ الذي اطلع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن خلية التكفل بالنساء في القنيطرة نقلت الطفلة إلى المستشفى، من أجل إخضاعها للفحوصات الطبية اللازمة.
وحسب البلاغ ذاته، يجري حاليا تفريغ وتحليل تسجيلات كاميرا الحافلة لتحديد هوية الشخص الذي اصطحب الفتاة إلى الحافلة واقتنى لها التذكرة ثم غادر المكان.