لا يزال في القرن الحادي والعشرين من يعيش حياة بدائية تفتقر لأهم مقومات العيش والبقاء، هذا حال سكان 8 قرى في منطقة مَسافِر يطا، جنوبي الضفة الغربية بفلسطين.

ويعيش بعضهم في كهوف وآخرون في بيوت من صفيح منذ عشرات السنين، فهم بين مطرقة قسوة الطبيعة وسندان التهجير ومنعهم من البناء، والمزاعم بأنهم يقيمون على أرض يجري فيها الجيش الإسرائيلي تدريبات عسكرية. مراسل سكاي نيوز عربية، فراس لطفي، زار هذه القرى والتقى سكانها ليوم كامل ورصد تفاصيل الحياة هناك.

وتضم منطقة "مسافر يطا" 12 تجمعا سكنيا جنوب مدينة الخليل، ويعيش سكانها في الكهوف والبيوت المتنقلة والخيام، ورغم بساطة المعيشة وبعد حياتهم عن التطور الذي يحتضن العالم، يرفض سكان "مسافر يطا" الرحيل عن أرضهم.

أخبار ذات صلة

فلسطين.. نقص حاد في الأدوية يهدد حياة آلاف المرضى
شولتز يرفض استخدام عباس مصطلحي "الهولوكوست" و "أبارتهايد"

مواجهة مع القضاء

هؤلاء السكان القدامى في مسافر يطا، يقطنون في أرضهم منذ عشرات السنين، ولكنهم خسروا التماسا بالبقاء، بعد معركة قضائية في محاكم إسرائيل.

وبالرغم من قرارات الإخلاء، يرفض سكان المنطقة الرحيل عن أرضهم، ويعيشون محرومين من كثير من تسهيلات المعيشة، بينما يواجهون مستقبلا مجهولا.

وقال أحد سكان مسافر يطال سكاي نيوز عربية: "نعيش هنا منذ زمن طويل، وكذلك كان آباؤنا وأجدادنا من قبلنا. بات الاحتلال يضيّق علينا أكثر فأكثر، لكننا سنبقى في أرضنا".

خيوط الأمل

ومن بين سكان المنطقة، حليمة محمود نعمان، وهي من سكان الكهوف في مسافر يطا، التي تصحو كل يوم على خبر غير سار، الترحيل يقترب، فتتمسك أكثر بعملها وكأنها ستعيش هنا أبد الدهر كما كان أجدادها، تصنع من حليب ماشيتها أنواع اللبن والزبدة والجميد، فهي مصدر رزق عائلتها ومأكل أبنائها.

وفي بعض الأحيان، يستنجد السكان بإطارات السيارات، كي لا يقتلع الريح أسقف منازلهم، بينما يجمعون خيوط الشمس في ألواح الطاقة هذه لتنير عتمة لياليهم.

وبالرغم من استنجادهم بكل جسم ومحفل دولي قبل فوات الأوان، إلا أن عدالة اسرائيل رفضت التماسهم بالبقاء بعد 22 عاما، من معركة قضائية كانوا فيها الطرف الأضعف، ففي أي لحظة قد يقع الترحيل.