مع حلول الموسم الدراسي في العراق، تواجه وزارة التربية تحديات كبيرة، أبرزها عدم طبع كتب جديدة للعام الحالي والنقص في الأبنية المدرسية، وذلك بسبب الأزمة السياسية الراهنة.

وبدأت الكوادر التعليمية في العراق دوامها بشكل رسمي، مطلع الشهر الجاري، على أن تُعلن وزارة التربية موعد دوام الطلبة خلال الأيام المقبلة.

وشهدت الأعوام الدراسية السابقة نقصا في المناهج الدراسية لجميع المراحل في أغلب مدارس البلاد، حيث واصل آلاف التلاميذ تلقي دروسهم لأشهر عديدة دون استلام الكتب المدرسية.

أخبار ذات صلة

الطفلة العراقية رحمة.. شلت أطرافها بضربة من معلمتها
تلامذة العراق يواجهون الضياع.. مدارس طينية وندرة معلمين

ما الذي حدث؟

عضو لجنة التربية في البرلمان العراقي، النائب جواد الغزالي، أوضح تفاصيل ذلك، خلال حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية"، مشيرا إلى وجود "ملايين الأميين" في البلاد.

ونوه إلى أن الوضع تأزم بسبب:

  • نقص حاد في الأبنية المدرسية، مما يتسبب بالاكتظاظ في البناية الواحدة، فضلا عن الدوام المزدوج.
  • عدم وجود طباعة كتب لهذا العام، بسبب غياب التخصيصات المالية، رغم وجود عائدات هائلة للنفط، لكن أزمة تشكيل الحكومة حالت دون الاستفادة منها.
  • طباعة الكتب بحاجة إلى أموال طائلة، ولا يمكن اللجوء إلى طرق أخرى مثل الطبع بالآجل أو غيره، بسبب التعقيدات ورفض أغلب الجهات المختصة ذلك.
  • اضطرار الطلبة إلى استخدام الكتب القديمة، والاعتماد على المسترجع لحين إيجاد مخرج لهذه الأزمة.
  • عدم قدرة الكوادر التربوية على أداء مهامها، بسبب قلة التخصيصات لتوفير المستلزمات اللوجستية والأدوات الضرورية.
  • إحصائية كشفت وجود 12 مليون أمّي في عموم العراق، مما يستلزم بذل جهود إضافية، لتعزيز البيئة المدرسية ومكافحة التسرب الحاصل منها.

أخبار ذات صلة

الاعتداء على الطواقم التعليمية..لماذا تتكرر الظاهرة بالعراق؟
العراق.. إضراب مدارس وتنظيم مسيرات طلابية

تأثير الخلافات السياسية

  • وتسببت الخلافات بين الكتل السياسية العراقية منذ إجراء الانتخابات النيابية في العاشر من أكتوبر الماضي، في الحيلولة دون تشكيل حكومة جديدة، بينما تمنع القوانين العراقية الحكومة الحالية من التصرف بأموال مبيعات النفط باعتبارها "حكومة تصريف أعمال".
  • هذه الأزمة انعكست على أغلب القطاعات الخدمية، مثل الكهرباء، والتعليم، والصحة، والتربية، وتفاقم أثرها مع حلول العام الدراسي الجديد بما يفرضه من متطلبات لتلبية احتياجات المدارس، وإصلاح الخلل فيها.

مختصون في الشأن التربوي، وصفوا بيئات التعليم في العراق بأنها أصبحت "طاردة للطلاب والمدرسين"، وسط "عدم قدرة وزارة التربية على تقديم مشاريع تربوية ناجحة".

أخبار ذات صلة

العراق.. مخاوف من تكرار سيناريو "الثلاثاء الدامي"
4 آلاف حالة طلاق لفتيات قاصرات في العراق.. ما الأسباب؟
ليلة دامية في البصرة.. الاشتباكات العنيفة تنتقل للجنوب
آخر تطورات الأزمة العراقية

الاعتماد على الكتب القديمة

لكن مسؤولا في وزارة التربية، قال لموقع "سكاي نيوز عربية": "الأمر خارج عن إرادتنا، وهذه المبالغ كبيرة وتصل إلى ملايين الدولارات، ولا يمكن توفيرها بطريقة أخرى، لكن الوزارة لجأت إلى خطة بديلة".

المسؤول العراقي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أكد أن "الوزارة ستعتمد على الكتب القديمة، ولديها بعض المناهج في المخازن الحالية، كما أنها ستقوم ببعض الإجراءات الجديدة، مثل تعزيز التعليم الإلكتروني، مما يقلل من الاعتماد على الكتب المطبوعة".

وفي كل عام، توزع وزارة التربية الكتب الجديدة وبعض الكتب القديمة للطلبة، ولجميع المراحل الدراسية، لمساعدتهم في القراءة واستيعاب المواد والدروس.

ازدياد مشاكل التعليم

  • "عدم طباعة كتب جديدة يمثل ضربة بالنسبة إلى النظام التعليمي، لأن هذه المناهج تؤدي جملة أغراض، من بينها إدخال الفرحة والسرور على الطالب، خاصة الأطفال في المراحل الأولى"، وفق ما ذكر المشرف المتقاعد، يوسف الجبوري.
  • وتابع مشيرا إلى الأطفال بالمراحل الابتدائية: "اليوم سيتسلمون كتبا قديمة وممزقة أحيانا، رغم أنهم ينتظرون تلك اللحظات منذ عمر الرابعة".
  • الجبوري رأى خلال حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "مشاكل التعليم في العراق تفاقمت بشكل أكبر، مثل الاكتظاظ وقلة المباني وضعف المناهج وعدم مواكبة التطور التقني والتكنلوجي وغياب البيئة المدرسية الصحية وتفشي الأمراض وقساوة الطبيعة".
  • ونوه الرجل إلى أن تلك العوامل "رفعت مؤشر التسرب الدراسي"، معتبرا أنه "ملف يستدعي تدخلا كبيرا وواضحا".