يعد "مقروط اللوز" من الحلويات التي توارث الجزائريون صناعتها جيلا بعد جيل، والتي تتطلب تقنيات مختلفة عن باقي أنواع الحلويات الأخرى.
وبحسب الخبيرة في الطبخ الجزائري السيدة رزقي، فإن "مقروط اللوز" تمثل حلقة مهمة تحكي كيف كانت الجزائر ملتقى الحضارات، مضيفة في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "الحلويات هي حكاية مرتبطة بالسفر والفتوحات الإسلامية، وقد وصلت العديد من الحلويات إلى الجزائر في عهد الدولة العباسية لهذا لا يمكن أن نحكي قصة مقروط اللوز خارج هذا الإطار التاريخي".
وأكدت السيدة رزقي أن "مقروط اللوز" هو ابتكار جزائري خالص ينافس العديد من الحلويات الشرقية والتركية على غرار "البقلاوة" و"الزلابية" وغيرها من الحلويات اللذيذة التي أصبحت تزين المائدة الجزائرية في المناسبات والأعياد والأفراح.
وأوضحت أن الحلويات الشرقية، تعتمد عادة على مادة الفستق، في حين تتميز الحلويات الجزائرية في معظمها باعتمادها على اللوز والجوز والكاكاو، وهو ما يعطيها سحرا مختلفا في المذاق.
وعن سر حلاوة مذاق "مقروط اللوز"، قالت السيدة رزقي: "الأمر راجع إلى الخلطة السحرية التي اخترعها الجزائريون القدماء والتي تعتمد على مزج اللوز بفاكهة القارص الحمضية (الليمون) وهو ما يمنحها طعما مميزا، ويخفف من حلاوة العسل والسكر".
واعتبر الشيف الجزائري سليمان "مقروط اللوز" من الحلويات التي لا تستغني عنها العائلات الجزائرية على مختلف مستوياتها المعيشية، الأمر الذي يفسر الحضور الدائم لها في الأعياد الدينية والمناسبات الخاصة والرسمية.
ولإعداد حلوى "مقروط اللوز" يحتاج الطاهي للوز المطحون والسكر والبيشي وقشر الليمون وماء الورد، ويتم تحويل المزيج إلى عجينة لينة يتم تقطيعها إلى قطع صغيرة طول القطعة الواحدة لا يتعدى الثلاثة سنتمترات، قبل وضعها في الفرن لمدة عشر دقائق، وبعد ذلك يتم غمس الحبات في سكر البودرة لتكون جاهزة للأكل.
ووفق الشيف سليمان فإن تحضير "مقروط اللوز" لا يتطلب جهدا كبيرا، فالسر يكمن في طريقة وضع المقادير، بالإضافة إلى جعل العجينة تبيت ليلة كاملة قبل وضعها في الفرن، وهو ما يساعد في إضفاء طعم فريد للحلوى.
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال الشيف سليمان: "مقروط اللوز من الحلويات التقليدية التي انتشرت في حي القصبة، عندما كان اللوز متوفرا بكثرة ورخيصا، ما جعل الجميع يقبلون عليه لإنجاز وصفات مختلفة للحلويات حتى خرج (مقروط اللوز) كواحد من أبرز تلك الحلويات الشعبية".