لا يزال "التعليم الأخضر" يمثل حلقة ضعيفة في المناهج الدراسية حول العالم، وذلك مقارنة مع الأنماط التقليدية للتعليم.

ويُعتبر "التعليم الأخضر" عملية تثقيفية شمولية، هدفها خلق جيل جديد قادر على استكشاف المشاكل البيئية القائمة والمشاركة في حلّها، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات فعالة منحازة للبيئة تحول دون ظهور مشكلات جديدة.

وقد أظهرت دراسة أصدرتها منظمة "اليونسكو" في 2021 وشملت نحو 50 بلداً في العالم، أن أكثر من نصف المناهج المعتمدة لا تحتوي على أيّ ذكر لقضية "تغيّر المناخ"، وهذا ما دفع المنظمة إلى وضع هدف جديد، وهو جعل التعليم البيئي عنصرا أساسيا في المناهج الدراسية في جميع البلدان بحلول عام 2025.

التعليم الأخضر في العالم العربي

ويقول المحلل في الشؤون التربوية والتعليمية محمد الحاج أحمد، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الهدف من "التعليم الأخضر" هو جعل الفرد يكتسب في سن مبكرة، المعارف والمهارات الضرورية لإحداث تغييرات إيجابية لصالح كوكب الأرض، مشيراً إلى حاجة معظم الدول العربية إلى تعزيز المحتوى البيئي للمناهج المدرسية وذلك من حيث المفاهيم التي تغطيها، لجعلها قادرة على تبني المفاهيم المتعددة "للتعليم الأخضر".

نقطة الضعف

ويلفت الحاج أحمد إلى أن المواضيع البيئية باتت تحتل موقعا ثابتا في المناهج الدراسية في جميع أنحاء المنطقة العربية، ولكن "نقطة الضعف" تكمن في أن معظم هذه المناهج تتطرق للبيئة ضمن "الإطار العام" من خلال تقديم الإرشادات والنصائح، مثل الحد من استهلاك المياه والكهرباء وإعادة تدوير النفايات، في حين تغيب أمور مهمة مثل "التغيّر المناخي" وكل ما يتعلق بالتحول الأخضر الذي يشهده العالم.

وبحسب المتحدث، فإن "التعليم الأخضر" يجب أن يشمل شقيّن، "الأول هو المتعلق بالبرامج والثقافة البيئية وهذا الشق موجود في الكثير من المناهج التعليمية في الدول العربية. أما الشق الثاني فهو يركز على الممارسات والتقنيات والاستراتيجيات لتحقيق التكامل بين الاقتصاد والبيئة وهو ما نفتقده في عالمنا العربي".

أخبار ذات صلة

المغرب يعتزم استقطاب كفاءاته في الخارج.. والهدف "أخضر"
مدرس ثانوي في لندن.. لا يقرأ ولا يكتب

من جهته، يقول بدوي رهبان، وهو أخصائي في آثار تغير المناخ والكوارث الطبيعية، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن أسباب "تغير المناخ" هي بالدرجة الأساسية ناتجة عن الأنشطة الإنسانية، وبالتالي فإن "للتربية البيئية" دورا كبيرا في تنبيه المواطن وجعله يدرك المسألة وخطورتها، بالإضافة إلى أنها تجعله يعي ما هي الإمكانات لحماية نفسه وعائلته وحماية مدنه.

وشدّد رُهبان على أن دمج "التربية البيئية" في المناهج الدراسية انطلاقاً من المستوى الابتدائي وصولاً للجامعي هو "أمر ضروري وأساسي وله نتائج إيجابية جداً على المدى البعيد"، مشيراً إلى أن "أغلب دول العالم وحتى الدول الغنية تهمل هذا التفصيل المهم".

الحقيقة من الإعلام والتربية

ووفقاً لرهبان، الذي كان يشغل مدير الحد من الكوارث الطبيعية في اليونيسكو، فإن اليابان دولة يحتذى بها على صعيد "المناهج الدراسية" التي تولي البيئة و"التعليم الأخضر" أهمية كبيرة، حيث أن مناهجها التربوية تلقي الضوء على مخاطر تغير المناخ، في حين يعاني العالم العربي من نقص وقلة بمثل هذه البرامج بسبب نقص الإدراك لخطورة الأمر، مشدداً على أن الإعلام والتربية يلعبان دوراً مهماً في إطلاع الناس على حقيقية ما يعاني منه المناخ.

أسرعوا!! "رِئَةُ" الأرض تحترق و"جُرح" الأوزون يتعمق!