علقت نقيبة أطباء القاهرة شيرين غالب على نصيحتها للطبيبات حديثات التخرج، التي طالبتهن فيها بإعطاء الأولوية لبيوتهن ودورهن كأمهات ثم بعد ذلك تأتي المهنة.
وقالت النقيبة لموقع "سكاي نيوز عربية" إنها "لم ترتكب أي خطأ"، مستطردة: "لم أجرم، ومدعوة على حفل تخرج آخر للطبيبات قريبا وسأوجه نصيحتي ذاتها ثانيا وثالثا ورابعا وعاشرا، الأم ثم الأم، ثم مهنتك".
ماذا حدث؟
• أثارت نصيحة غالب التي قدمتها الأسبوع الماضي خلال حفل تخرج طبيبات جامعة أسيوط، الكثير من الجدل، بين مؤيدين لها على اعتبار أنها لم تطالب الطبيبات بترك المهنة، لكن فقط بالموازنة بين البيت والطب من أجل حماية أسرهن.
• هناك من انتقد هذه النصيحة بشدة، ومن بينهم رئيسة المجلس القومي للمرأة في مصر مايا مرسي، التي رأت أن غالب كان الأولى بها أن تنصح الطبيبات بالمثابرة والإصرار على النجاح، بدلا من تصوير أن الاهتمام بالمهنة سيضر عائلاتهن.
• شيرين غالب قالت لموقع "سكاي نيوز عربية": "كلامي واضح وسأكرره دائما. من يريد الأخذ به فهو حر ومن لا يريد حر كذلك".
• وتابعت: "نصيحتي كانت واضحة وفهمتها الطبيبات حديثات التخرج وصفقن لي، فأنا لم أقل لهن اجلسن في بيوتكن واتركن عملكن، لكن طالبتهن بالموازنة واختيار التخصصات الأنسب لرعاية أسرهن وأولادهن".
البيت أم المسيرة المهنية؟
وتم تداول مقطع فيديو لشيرين غالب خلال حفل التخرج المذكور، وهي تقول: "اختاري تخصصا يلائم حياتك وبيتك وأولادك، وإن وقعتي في أزمة الاختيار بين بيتك ومهنتك عليك اختيار بيتك بلا تردد. إن تركتي الطب فهناك مليون طبيب غيرك، لكن إن تركتي أولادك فليس لهم إلا أم واحدة. أنا في بداية حياتي المهنية عندما وجدت أولادي في حاجة لي اخترتهم، وزوجي لم يجبرني على ذلك".
وقالت في حديثها لموقع" سكاي نيوز عربية": "لست أنا من يعارض نجاح المرأة، فأنا والحمد لله امرأة ناجحة محليا ودوليا. أُدرّس وأختبر طلبة في الخارج وأشارك في مؤتمرات دولية، وحصلت على تكريمات من دول عدة، ومكتبي مليء بالدروع التي حصلت عليها من الداخل والخارج وهذا دليل على ما حققته من نجاح".
وأكدت أنها "رغم هذا النجاح الذي حققته في مهنتها لم تهمل بيتها ولا أولادها" حسب تعبيرها، و"في بداية حياتي كنت أعمل طبيبة باطنة ومناظير، لكن هذا كان يتطلب مني البقاء طويلا خارج المنزل، وتأثرت بناتي بغيابي، فقررت تغيير التخصص إلى الطب الشرعي والسموم وحققت نجاحا كبيرا فيه من دون أن أهمل بيتي. هذا ما نصحت به الطبيبات حديثات التخرج".
من واقع التجربة
وتابعت الطبيبة المصرية: "قدمت مجرد نصيحة من واقع تجربتي الناجحة في رأيي، ولم أجبر أحدا للأخذ بها"، وقالت: "الحمد لله أنا أول نقيبة لأطباء القاهرة، وكذلك أول طبيبة عربية تكرمها الكلية الملكية البريطانية لعلوم الطب الشرعي بمنحي الزمالة، وكذلك تلقيت تكريما من رئيس تايوان، كما اختارني طلبة طب قصر العيني كأستاذة مثالية، وتم اختياري في كوريا الجنوبية متحدثا رئيسيا في مؤتمرات للطب الشرعي 3 مرات".
وشددت على أن "نصيحتي ليست رأيا شخصيا بل كلام علمي"، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن "السلام النفسي في المهنة أساسه أن الشخص يختار عائلته في المقام الأول".
واختتمت غالب حديثها قائلة: "فوجئت بالكثير من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تعيد التذكير بتغريدة الملياردير الأميركي إيلون ماسك التي قال فيها إن الأمومة أعظم دور في الحياة، ولم يتعرض لهجوم مثلما حدث معي. لا أعلم ما سر الهجوم عليّ مع أني لم أخطئ"، حسب تعبيرها.