فوجئ سكان شرق ليبيا بهطول أمطار غزيرة عليهم مع سحب رعدية، صباح الثلاثاء، في ظاهرة نادرة الحدوث خلال شهر أغسطس، وتحمل أجواء خريفية مبكرة عن موعدها.

وحسب خبراء في الأرصاد الجوية تحدثوا لموقع سكاي نيوز عربية، فإن هذه الظاهرة قد تستمر ليومين، ويقف وراءها منخفض جوي قادم من أوروبا، "الشاهقة المائية" التي لا تظهر إلا في الخريف.

وطالت موجة الأمطار مناطق الجبل الأخضر، حيث جرت المياه في الأودية غرب الجبل، بينما تجمعت في الأودية المحلية بمنطقة الصليعاية جنوب غرب مدينة المرج وفي مدين توكرة، حسب ما رصدته مؤسسة رؤية لعلوم الفضاء وتطبيقاته.

وغطت المياه الشوارع في منطقتي جردس العبيد القريبة من المرج، ودريانة الواقعة على بعد 32 كيلومترا شمال بنغازي، بينما أورد المركز الوطني للأرصاد الجوية أن كمية مياه الأمطار التي هطلت على تلك المناطق بلغت 1.0 ملم.

حبات البرد

وتشتد موجة هطول الأمطار على المناطق بين البيضاء ودرنة، مع هطول حبات البرد وجريان بعض الأودية، كما يشرح خبير الأرصاد محمد جمجوم.

وسرعان ما امتدت الأمطار لتشمل مدينة شحات في الجبل الأخضر، حيث يتوقع استمرار سقوطها، وقد تكون بنسب جيدة إلى متوسطة، مع اضطراب البحر على السواحل الشرقية.

وبالنسبة إلى المناطق الأخرى، فستتراجع درجات الحرارة بشكل ملحوظ ليل الثلاثاء بمرتفعات الجبل الأخضر، لتصل إلى 17 درجة مئوية وهي أقل درجة تسجل منذ شهر يونيو، مع طقس مائل للبرودة ساعات الفجر.

أخبار ذات صلة

"نوبات الجفاف" تتزايد.. ما هي الرسائل التي يبعث المناخ بها؟
دراسة تحذر: عدد كبير من طيور إفريقيا مهددة بالانقراض

خريف مبكر مع الشاهقة

وحسب خبير الأرصاد الليبي عبد اللطيف بوعساكر، فإنه في الأيام الماضية كانت هناك مؤشرات عدة دلت على تغير مناخي مهم سيحدث شرق البلاد، وأن الخريف سيأتي أبكر بكثير من موعده هذا العام، وأن هذا التغير في الطقس وسقوط الأمطار لم يكن مفاجأة.

وسبب ذلك أن ظاهرة "الشاهقة المائية"، وهي ظاهرة طبيعية تحدث عندما يمر الهواء البارد فوق المياه الدافئة، تمت رؤيتها بوضوح شرقًا الأيام الأخيرة، وهي عبارة عن عمود من الهواء المختلط مع رذاذ الماء تدور كدوّامة على شكل كتلة سحابية عمودية فوق جسم مائي (محيط أو بحيرة)، وتظهر عادة على شكل قمع يصل بين سطح الماء والسحاب.

وهذه الظاهرة لا تحدث عادة في فصل الصيف مطلقًا، وإنما في فصلي الخريف والربيع فقط.

انكسار الحر

ويرجع سقوط الأمطار خلال فترة غير معتادة إلى تأثر ليبيا بمنخفض جوي تحرك من جنوب أوروبا، وهو الذي أسهم في انكسار موجة الحر التي تعرضت لها معظم المناطق الأيام الأخيرة، حسب تقدير محلل الأرصاد علي المغربي.

وبخلاف الأمطار، يواصل المغربي، لم تظهر خرائط الطقس منذ بداية الصيف تغيرا كبيرا عن الحالة الجوية خلاله كل عام، حيث تستقر درجات الحرارة في معدلات مرتفعة، وتنخفض تدريجيا حتى انتهاء الفصل، فيما تتركز التقلبات الأخيرة في شرق العاصمة.

موجة ليومين

وعن أكثر المناطق تأثرا، يوضح مدير قسم الطقس بمؤسسة رؤية، رشيد الصغير، أن المنخفض أثر على المنطقة الساحلية من مصراتة إلى طبرق، والتأثير بالدرجة الأولى على مرتفعات الجبل الأخضر وساحل بنغازي.

والسحب الممطرة تصحبها خلايا رعدية وتؤدي إلى انخفاض واضح في درجات الحرارة، خصوصا بمرتفعات الجبل الأخضر، لتتراوح هناك بين 20 و21 درجة مئوية.

ويتوقع الصغير استمرار موجة الطقس يومين، داعيا إلى الحذر، خصوصًا لنشاط الصيد والملاحة خلال تلك الفترة.