تحول رجل أميركي مدان بالإعدام في ولاية ألاباما إلى "أيقونة"، بعدما استرعى انتباها واسعا، وانبرى قضاة ومدعون عامون إلى المطالبة بإطلاق سراحه، لأن براءته اتضحت بشكل كبير.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن توفوريست جونسون، الذي يبلغ 49 عاما، ينتظر تنفيذ حكم الإعدام بحقه منذ 24 سنة، رغم أدلة قوية على براءته وعدم ضلوعه في الجريمة.

ووصل الاقتناع ببراءة الرجل الأميركي، إلى حد نشر المدعي العام في ولاية ألاباما مقالا يدافع فيه عن براءة جونسون، قائلا إنه غير مذنب، مطالبا بإسقاط حكم الإعدام.

وأدين جونسون سنة 1998، بجريمة قتل ارتكبت سنة 1995 وأودت بحياة رجل شرطة، فيما يقول مسؤولون قضائيون إن التحقيقات وقتها جرت على نحو عشوائي فتم استجواب الكثير من المشتبه فيهم.

وبحسب المصادر، فإن خروق التحقيقات شملت الحصول على شهادات غير دقيقة، إلى جانب إغراء بعض الأشخاص بالمال لأجل تقديم "شهادات على المقاس"، فيما رجح آخرون أن يكون جونسون قد أدين بدوافع عنصرية لأنه من ذوي الأصل الإفريقي.

وتم اعتقال جونسون إلى جانب صديق له، لأن فتاة كانت معهما في ليلة ارتكاب الجريمة، قدمت شهادة في الملف، لكن الادعاء خلص في وقت لاحق إلى أنها كذبت 300 مرة على الأقل وكانت متضاربة في أقوالها.

ولم تتم إدانة صديق جونسون بجريمة القتل، بعدما حوكم الرجلان على نحو منفصل، فيما يقول مسؤولون قضائيون إن ما جرى في المحاكمتين كان متناقضا للغاية، وهو ما يعني أن المحاكمة لم تكن دقيقة ولا عادلة.

وطالب ما لا يقل عن 14 قاضيا سابقا ومدعيا عاما بإلغاء حكم الإعدام الذي صدر بحق جونسون، ومن بين المطالبين اثنان من قضاة المحكمة العليا في الولاية.

أخبار ذات صلة

لأول مرة منذ 70 عاما.. تنفيذ حكم الإعدام بحق امرأة أميركية

 ودعا المسؤول القضائي الذي كان مدعيا ضد جونسون، بإسقاط حكم الإعدام، وهذا الطلب تم توجيهه أيضا من قبل ثلاثة قضاة كانوا قد شاركوا في إدانة الرجل المحكوم بالإعدام.

ورغم كل هذه المؤشرات التي تصب في صالح جونسون، ما يزال الرجل خلف القبضان، ينتظر موعد تنفيذ الإعدام، وسط تأجيل دوري متكرر، فيما ترى المحكمة أنه لا توجد أدلة دامغة تؤكد أن الرجل بريء، حتى وإن كانت بعض العيوب قد شابت المحاكمة.