بفرحة عميقة، استقبل عبد الحكيم بلواد إحرازه المرتبة الثالثة في كأس العالم للحساب الذهني، التي أقيمت في بادربورن الألمانية بالفترة بين 15 و17 يوليو، خاصة أنه نافس 40 مشاركا من نوابغ العالم، ليكون الجزائري الثاني الممثل لإفريقيا في هذه المسابقة المهمة.

كما يقول المثل المعروف "رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة".. دخل عبد الحكيم بلواد هذه المنافسة العالمية، ومن ولاية تيارت غربي الجزائر، حيث يقطن ويمارس مهنته كطبيب، انطلقت قصة عبوره نحو الانتصار في محطة ألمانيا، بعدما ظلت هدفا له لمدة 3 سنوات، إثر انتهائه من المشاركة في مسابقة مفتوحة باللعبة ذاتها أقيمت في تركيا سنة 2019.

قصة التتويج في ألمانيا

قال عبد الحكيم بلواد في اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية"، بعد إحرازه الميدالية البرونزية في المسابقة إن "شعوره لا يوصف، وأنه سعيد جدا بالحصول على المرتبة الثالثة في كأس العالم للحساب الذهني، وتشريف الجزائر من بين جنسيات معترف لها بحضورها القوي في هذا النوع من المسابقات، مثل الهنود والبريطانيين والألمان".

وتطرق المتوج بالميدالية البرونزية إلى عوامل تحقيقه المرتبة الثالثة أمام متنافسين على قدر كبير من التجربة، مرجعا ذلك إلى "الجدية والتحضير المستمر منذ سنة 2016، حين اقتحم هذا الميدان"، معولا على اختصاص "حساب اليوم الموافق" الذي استطاع أن يكتسب فيه تجربة كبيرة أهلته للمشاركة في هذه المسابقة العالمية.

وشارك إلى جانبه ممثلا للجزائر "أحسن شبل في مسابقة البطولة العربية للذاكرة"، وليد هني، الحاصل على المرتبة الثامنة، وكان لهذين المتنافسين الجزائريين فرصة تمثيل القارة الإفريقية في هذه المحطة العالمية.

من جانب آخر، أكد المتحدث أن "المنافسة داخل أكبر متحف للإعلام الآلي في العالم، الموجود بمدينة بادربون الألمانية، "كانت شديدة وتميزت بالسرعة"، مبرزا في الوقت ذاته أن "المشاركة سجلت من دون خطأ، مما أهّله للتربع على إحدى المراتب الأولى".

وتحصل بلواد على 56 نقطة قبل مُشارك بلغاري سبق له التتويج بالذهبية في كأس العالم 2016، في حين سبق المتنافس الجزائري في المرتبة الثانية مشارك ألماني يحوز على مؤلفات متنوعة في الحساب الذهني، فيما تصدرت متنافسة هندية قائمة أبطال العالم برصيد 80 نقطة.

أخبار ذات صلة

يوسف بلايلي.. البطل الجزائري الذي لا يعرف المستحيل

تحضير أبطال عالميين

وعلاوة على طموحه للوصول إلى التتويج بالذهب، كبطل عالمي في المسابقات المقبلة (محطة 2024)، يحضّر بلواد للبطولة الوطنية التي ستقام في ولاية تيارت بأغسطس المقبل، حيث ستكون مؤهلة للأشبال في هذا التخصص إلى مسابقة كأس العالم القادمة، خاصة أنه يشرف على ناد للحساب الذهني مهتم بتكوين الأطفال والشباب في هذا النوع من المسابقات.

ويطمح المدرب الجزائري عبر هذا النوع من المسابقات المحلية، إلى "تكوين وتأهيل أطفال الجزائر في هذا الميدان"، قائلا بهذا الخصوص: "هنا نستغل الفرصة لتكوين جيل جديد من أجل حمل المشعل، وأنا مستعد لتقديم تجربتي التي اكتسبتها من اليابانيين والألمان والبريطانيين من أصحاب الخبرة الواسعة في ميدان الحساب الذهني".

أخبار ذات صلة

بذكاء خارق.. طفل أردني يحقق بطولة العالم في الحساب الذهني
بطولة العالم.. قصة لبناني تفوق في الحساب الذهني

دائرة الاهتمام تتسع

ويقوم الحساب الذهني على حل العمليات الرياضية باستعمال العقل البشري من دون الآلة الحاسبة، فيما تبرز العديد من المهارات والأساليب، أشهرها استخدام الأباكوس أو "المعداد الياباني" المبتكر في اليابان، ويهدف إلى إجراء عمليات حسابية متنوعة ثم الانتقال للحل الذهني لإجراء عمليات طويلة بالاعتماد على التخيل فقط.

وبالنظر إلى النتائج الباهرة التي أصبح يحققها الجزائريون في هذا النوع من المسابقات، خاصة الأطفال، أصبح "الحساب الذهني" يحظى بمتابعة واسعة في الجزائر، خاصة مع تأكيد بعض الأخصائيين أن هذه المسابقات من شأنها تطوير مهارات الطفل وتنمية قدراته الذهنية.