قررت وزارة التربية الجزائرية الاعتماد على الكتب المدرسية الإلكترونية، للتخفيف من وزن حقائب الظهر المدرسية التي يحملها أكثر من 11 ملايين تلميذ.
وقال وزير التربية الوطنية في الجزائر، عبد الحكيم بلعابد، إن الموسم الدراسي المقبل 2022/2023، سيشهد توفير الكتب المدرسية الرقمية مجانا لأزيد من 11 مليونا مليون تلميذ في مختلف الأطوار التعليمية.
وتقرر تزويد التلاميذ بنسخة ثانية من الكتاب المدرسي يتم الاحتفاظ بها داخل المدرسة، فيما يمنح الإجراء الجديد الحق للتلاميذ بالاستعانة بالنسخ الإلكترونية "بي دبي إف" للمذاكرة في البيت.
وحسب قرار وزارة التربية، فلم تأت هذه الخطوة للاستغناء نهائيا على الكتب الورقية، وإنما لترافق عملية التحصيل العلمي للتلاميذ وتوفير مزيد من الراحة لهم.
وانطلقت عملية الإعداد للكتب الإلكترونية،بالتزامن مع انطلاق عملية بيع الكتب المدرسية رسميا على مستوى مؤسسات التربية وهي العملية السنوية التي تستمر حتى شهر أكتوبر.
وناقش مجلس الوزراء الجزائري مسألة الحقائب الثقيلة التي يحملها التلاميذ، وأوصى بضرورة إيجاد حل سريع لهذه المشكلة التي خلفت مشاكل صحية ونفسية على التلاميذ.
أثقال على ظهر التلميذ
وتقوم الجزائر كل عام بطباعة أزيد من 80 مليون كتاب في جميع المستويات التعليمية، بالإضافة إلى حوالي 38 ألف كتاب بتقنية "البراي" لتغطية احتياجات فئة الطلاب المكفوفين.
ودافع أولياء التلاميذ على ضرورة رقمنة العملية التعليمية واعتماد الألواح الرقمية والتخلص من الكتاب الورقي.
كما أوصت إرشادات منظمات الصحة بضرورة أن لا يتجاوز وزن الحقيبة بين خمسة في المئة و20 في المئة من وزن الطفل الذي يحملها.
وعلى مدار السنوات الماضية، سجلت جمعيات أولياء التلاميذ، عدة شكاوى لدى مصالح الوزارة الوصية، بخصوص وزن الحقائب، خاصة تلك التي يحملها تلاميذ الابتدائي.
في هذا الصدد، أوضح رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد أحمد، أن وزن الحقيبة المدرسية يتجاوز 10 كيلوغرامات، حيث يحمل تلاميذ الابتدائي أكثر من 12 كتابا، وهو عدد كبير تراه جميعات أولياء التلاميذ خطورة على صحة التلاميذ.
وقال رئيس جميعة أولياء التلاميذ لموقع سكاي نيوز عربية: "وزن الحقيبة ثقيل جدا على الطفل، ومعدل المسافة التي يقطعها الأطفال يوميا ذهبا وإيابا إلى المدرسة تتراوح ما بين 3 حتى 5 كيلومترات وهي مسافة طويلة ومتعبة".
وأضاف خالد: "هذا الإجراء سيساهم في التخفيف من معاناة التلاميذ، وسيخفف الضغط على المكتبات ويريح جيب أولياء التلاميذ".
ندرة واكتظاظ وعناء كل عام
ويتحول شهر سبتمبر من كل عام إلى كابوس في حياة أولياء التلاميذ، الذين يجدون أنفسهم في رحلة مكوكية للبحث عن الكتاب المدرسية، حيث تشهدت نقاط بيع الكتب المدرسية طوابير وتدافعا في الأيام الأولى من العودة إلى مقاعد الدراسة.
ويؤكد نائب مسير مكتبة "ناجي" الخاصة بحي حسين داي، رضوان لمسيري أن هذا المشهد تعيشه المكتبات بشكل يومي مع الدخول المدرسي، مشيرا إلى أن سوق الكتاب المدرسي عاش السنة الماضية حالة ضغط رهيب.وقال مسير المكتبة لموقع سكاي نيوز عربية: "مع بداية الدخول المدرسي، يصطف كل يوم أزيد من 400 شخص من أجل اقتناء الكتب المدرسية، وهو الأمر الذي أحدث حالة من الإحباط لدى عدد من أولياء التلاميذ، لقد أصبح الكتاب المدرسي هاجسا يؤرق حياتهم كل عام".
وأكد رضوان أن تجارة الكتاب المدرسي غير مربحة وهامش الخسارة فيها أكبر، والمكتبي يقوم بها في إطار الخدمة العمومية وليس بمنطق الربح التجاري، لهذا فإن رقمنة الكتاب المدرسي حل يرضي الجميع.
ويتوزع التلميذ الجزائريين بين 28 ألف مؤسسة تربوية، منها حوالي 20 ألف مؤسسة ابتدائية و6 آلاف مؤسسة إكمالية (متوسط) و3 آلاف ثانوية.