أشاد عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب بأمانة ونزاهة سائق سيارة أجرة، بعدما أعاد مبلغا ماليا مهما عثر عليه داخل سيارته إلى صاحبه.
وقد تفاعل المغاربة مع السلوك الذي بدر عن السائق رغم دخله المادي المحدود، واصفين ما أقدم عليه بـ"العمل البطولي والإنساني، والذي يتضمن الكثير من معاني الأمانة والشهامة".
وعثر خالد الصغري، سائق سيارة أجرة بمدينة خريبكة، وسط المغرب، بداية هذا الأسبوع، على حقيبة بداخلها مبلغ 150 ألف درهم (نحو 15 ألف دولار)، ولم يتوانى عن تسليمها إلى صاحبها الذي نسيها سهوا بالمقعد الأمامي أثناء ركوبه السيارة قاصدا إحدى الوجهات داخل المدينة.
وبالعودة إلى تفاصيل الواقعة، يروي الصغري، الذي أمضى حوالي 20 سنة كسائق تاكسي، كيف توقف خلال تلك الصبيحة ليقل أحد الزبائن والذي كان يتأبط حقيبة صغيرة إلى محطة الحافلات، قبل أن ينتبه بعد مغادرة الزبون بدقائق إلى وجود الحقيبة دون صاحبها.
وفي حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، يوضح السائق خالد أنه أصيب بالذهول وتفاجأ لحظة اكتشافه ما بداخل الحقيبة قبل أن يلتقط أنفاسه ويعود مسرعا إلى محطة الحافلات حيث أوصل الزبون بغية البحث عليه.
وتابع الصغري أنه "لم يفكر ولو للحظة بالاحتفاظ بدرهم واحد من المال الذي وقع بين يديه، بقدر ما انصب تفكيره على الشخص الذي فقد كل هذا المبلغ الكبير وكيف سيكون حاله جراء الصدمة، وبالتالي كيف يمكن أن يجده في أسرع وقت ممكن ليعيد له المال".
إرجاع المال لصاحبه
أمانة السائق خالد، دفعته للبحث عن صاحب الحقيبة من أجل تسلميه إياها، فعاد إلى نفس المكان حيث افترقا الرجلان ليجده وعلامات الصدمة بادية على محياه، بينما كان يبحث يمينا وشمالا تائها بين سيارات الأجرة الوافدة والمغادرة لمحطة الحافلات.
ويتذكر السائق كيف اقترب من صاحب الحقيبة الذي كان يبدو عليه الاضطراب الشديد ولم يعد يتعرف عليه، حيث حاول أن يتبادل معه أطرف الحديث حتى أخبره الرجل بأنه فقد حقيبة تحتوي على مبلغ 150 ألف درهم داخل إحدى سيارات الأجرة.
ويواصل الصغري حديثه موضحا بأنه طلب من الرجل مباشرة بعد ذلك مرافقته إلى داخل السيارة ليخبره بأن الحقيبة التي يبحث عنها في أمان ويقوم بتسلميه ماله كاملا غير منقوص.
ويوضح السائق عجزه عن وصف ما بدا على الرجل من سعادة عند استرجاعه لأمواله الضائعة، وكيف تحولت الصدمة لديه إلى فرح غامر، وقام ساعتها بمنحه 500 درهم (50 دولارا) كمكافأة على صنعه.
إشادة واسعة
لم يتوقع السائق ذلك الانتشار الكبير للصور التي شاركها في حساب خاص بمجموعة مهنية تضم زملاء له على تطبيق التواصل الفوري "واتساب"، كما تفاجأ بانتشار القصة التي جعلته يحصد شهرة كبيرة داخل مدينته وفي جميع أنحاء المغرب.
يقول سائق التاكسي إنه مسرور بكون الحقيبة عادت إلى صاحبها، ويشعر بفخر كبير لما يتلقاه من إشادة الواسعة من قبل المواطنين، مبرزا أنه بات يتوصل بكم هائل من الاتصالات والتي ترد عليه من جميع أنحاء المملكة للإشادة بالعمل الذي أقدم عليه.
ولا يخفي السائق حاجته لهذا المبلغ المالي الكبير، غير أنه أوضح بأن نفسه لا تخول له الاستيلاء على مال الغير، مؤكدا أنه لم تراوده ولو للحظة واحدة فكرة التصرف في تلك النقود أو الاحتفاظ بها لاستغلالها في قضاء الكثير من الأغراض.
كما يشير الصغري إلى أن هذه الواقعة لا تعد الأولى في مساره المهني حيث وجد سابقا أغراض تعود لزبائن من محفظات نقود أو هواتف أو غيرها، إلا أنه لم يسبق له أن عثر مبلغ مالي بهذا القدر.
ويلفت السائق إلى الجهود التي ببدلها ممثلو القطاع والتنظيمات النقابية في مجال توعية السائقين وتحسيسهم بضرورة الحفاظ على الأمانة وإعادة الأغراض الخاصة لأصحابها عبر مختلف الوسائل، من بينها مشاركة صور المفقودات في مجموعات مهنية على تطبيق "واتساب" تضم العشرات من السائقين.