اضطرت مديرة معرض "دوكومنتا" في كاسيل بألمانيا إلى تقديم استقالتها إثر جدل حول عمل فني لفنانين إندونيسيين، على ما أعلن مسؤولو الملتقى الفني العالمي.
وأعربت اللجنة المشرفة على "دوكومنتا"، أحد أكبر معارض الفن المعاصر في العالم، عن "استيائها الشديد لظهور شعارات معادية بشكل فاضح للسامية" لدى افتتاح المنتدى في يونيو، وفق ما جاء في بيان.
وتم التوصل إلى اتفاق مع مديرة المعرض سابين شورمان من أجل "فسخ عقدها"، على أن يتم تعيين إدارة موقتة.
والعمل الفني الذي أثار الفضيحة هو جدارية كبيرة رسمتها مجموعة من الفنانين الإندونيسيين اسمها "تارينغ بادي".
وتتضمن الجدارية شريطا مرسوما أطلقت عليه المجموعة اسم "عدالة الشعب"، يظهر فيه جندي ذو رأس خنزير وعلى خوذته نجمة داود وشعار "الموساد".
كما يظهر في اللوحة رجل مجعّد الشعر ذو أسنان طويلة يعتمر قبّعة عليها شعار النازيين ويدخّن السيجار، ويذكّر بالرسوم الكاريكاتورية المعادية للسامية التي كانت تظهر يهودا متزمتين.
وسرعان ما أزيل العمل من المعرض بطلب من السفارة الإسرائيلية ومن ممثلين عن يهود ألمانيا.
ووعدت اللجنة المشرفة على "دوكومنتا" بإلقاء الضوء كاملا على القضية لتفادي "حوادث معادية للسامية" أخرى في أوساط الثقافة والفنون، وفق البيان.
وأيدت وزيرة الثقافة الألمانية كلاوديا روت رحيل المديرة ودعت إلى تركيز الجهود على معرفة كيف وصل عمل كهذا إلى جدران المعرض.
وقالت متحدثة لصحيفة "فرانكفورتر روندشاو" أنه ينبغي "استخلاص العبر الضرورية".
وافتتح المعرض الفني بالأساس بسجال آخر إذ اتُّهمت مجموعة فنانين فلسطينيين مشاركة فيه وهي مجموعة "ذي كويستشن أوف فاندينغ" The Question of Funding الشديدة الانتقاد لإسرائيل، بالارتباط بحركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" (بي دي إس).
و"بي دي إس" حملة عالمية تدعو لمقاطعة اسرائيل اقتصادياً وثقافياً وعلمياً، من أجل إنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وصنّف البرلمان الألماني حركة "بي دي إس" عام 2019 على أنها "معادية للسامية" ومنعها من الحصول على تمويل حكومي، في حين تؤمن الدولة الفدرالية حوالى نصف ميزانية "دوكومنتا" البالغة 42 مليون يورو.
وأراد منظمو "دوكومنتا" هذه السنة إعطاء مساحة أكبر لفناني دول "الجنوب" وتوسيع الآفاق الفنية للمعرض.
وتشكل الفضيحة ضربة شديدة للدورة الخامسة عشرة للمعرض الذي نظم لأول مرة عام 1955 ويقام كل خمس سنوات.