أثارت قضية ارتداء شاب لزي نسائي واجتياز الامتحان مكان صديقته بكلية الحقوق بمدينة المحمدية في المغرب، جدلا واسعا لدى الرأي العام المحلي.
والسبت، حسم القضاء الجدل وأصدر أحكامه في حق الطالب وصديقته.
وقضت المحكمة الابتدائية بمدينة المحمدية التابعة للدار البيضاء الكبرى (تبعد عنها بـ30 كيلومترا) في حق الطالب، الذي انتحل صفة أنثى داخل كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في المدينة ذاتها، بالحكم عليه بـ3 أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية بقيمة 5 آلاف درهم (500) دولار، بعد متابعته بتهمة انتحال صفة.
كما أدانت المحكمة ذاتها بـ3 أشهر حبسا نافذا، وكذلك 5 آلاف درهم ( 500 دولار) غرامة في حق الطالبة التي انتحل صفتها، من أجل المشاركة.
وكانت المصالح الأمنية أوقفت في 18 يوليو الماضي طالبا ارتدى زيا نسائيا وانتحل صفة طالبة (صديقته) لاجتياز امتحان الدورة الاستداركية بالجامعة نفسها.
تنكر في زي نسائي
وحسب مصدر موقع "سكاي نيوز عربية"، فإن الشاب الموقوف ولج مركز الامتحان وهو يرتدي فستانا من اللون الأسود وسروال جينز وحذاء رياضيا، كما وضع ثديين مطاطيين ومنديلا على الرأس وماكياجا بألوان طافحة من أجل تمويه مراقبي الامتحانات.
هذا ووجدت عناصر التحقيق صعوبة في الاستماع للطالبة، التي انهارت بالبكاء ودخلت في حالة هيسترية ولم تستطع الإدلاء بأي أقوال.
ارتباك
وذكر المصدر أنه "في البداية انطلت الحيلة على مراقبي الامتحان وتمكن الطالب من اجتيازه، لكن مباشرة بعد تسليم ورقة الامتحان إلى لجنة الحراسة، حامت الشكوك حول مشيته التي بدت مختلفة، ساعتها حاصره بعض الأساتذة بالأسئلة فبدت عليه حالة من الارتباك".
وأضاف المصدر أنه "بمجرد ما لاحظ أعضاء الحراسة الارتباك على الطالب وتبين لهم أنه ليس طالبة وإنما رجل انتحل صفة وولج المدرج لاجتياز الامتحان مكان صديقته، تم إخبار إدارة الكلية التي بدورها أشعرت السلطات الأمنية من أجل الانتقال إلى مركز الامتحان".
يذكر أن الشخص الموقوف هو طالب جامعي بسلك الماستر شعبة الاقتصاد بالكلية نفسها، بينما صديقته تدرس بالسنة النهائية شعبة الاقتصاد (الإجازة).
شاب غير سوي
وفي هذا الصدد، تقول لطيفة ياسيني، باحثة في علم الاجتماع، في اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية"، إن انتحال طالب لصفة طالبة من أجل اجتياز الامتحان مكانها، يعني أنه "ليس شخصا سويا، ومن المحتمل أنه يعاني من اضطراب نفسي".
واسترسلت ياسيني أنه "لا يمكن لطالب في سلك الماستر، أن يغامر بتعليمه وحياته من أجل أن يساعد صديقته على اجتياز الامتحان مكانها وارتداء زي نسائي".
في المقابل، أوضحت الباحثة في علم الاجتماع أن "اختفاء الطالب في زي نسائي ليس بالأمر الهين، ولا يمكن لشخص عاد أن يقدم على هذا السلوك".
وختمت المتحدثة نفسها: "لا يمكن اعتبار سلوك هذا الطالب حبا جنونيا، لأن الشخص الذي يحب لا يسيء لحبيبته".