أحصت وزارة الثقافة والفنون في الجزائرية 13 ألفا و41 فنانا في سجلاتها الرسمية عام 2022، يحملون بطاقة "فنان" على المستوى الوطني، وذلك في 180 تخصصا مختلفا.
وجاء الإعلان بالتزامن مع أحياء العيد الوطني للفنان في الجزائر، الذي شهد تكريم 34 فنانا في حفل كبير نظمته وزارة الثقافة، بمناسبة توزيع جائزة مسابقة للإبداع مخصصة للشباب.
وقالت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، إنه "يجب على كل الفنانين الجزائريين الاجتهاد كطرف فاعل، له صوت السعي للتغيير والتطوير وجعل الفنون ملاذات وعلاجات بدل المنافي الذاتية التي تستبد بالبعض. ولتكرس الفن والثقافة كمجالات نخبوية فإنه من الضروري تجديد سمة الشمولية التي تتسم بها".
وبعد نداءات عدة أطلقها الفنانون بضرورة "تنظيف" الساحة الثقافية، واستحداث بطاقة وقانون خاص للفنان، استجابت وزارة الثقافة الجزائرية عام 2015.
ورغم النجاح النسبي لعملية الإحصاء، فإن مطلب سن قانون خاص للفنان الجزائري لا يزال بعيد المنال بحسب المختصين والمتابعين للمشهد الثقافي الجزائري، الذين يؤكدون على أن ذلك يتعارض مع الدستور الجزائري.
وتواجه عملية الإحصاء عدة عراقيل، بسبب انتشار ظاهرة الدخلاء على الفن الذين حاولوا الاستفادة من بعض الامتيازات التي تمنحها بطاقة الفنان، لا سيما فيما يخص تسهيلات الحصول على الفيزا وبعض المنح المالية.
وقال رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب السابق عبد القادر بن دعماش لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "عملية إحصاء الفنانين في الجزائر ليست سهلة، وقد تطلبت عدة لقاءات وجولات لمعرفة من هم الفنانون الحقيقيون".
ولا يزال قطاع الثقافة والفن يتم تنظيمه وفق صلاحيات المجلس الوطني للفنون والآداب الذي أنشئ عام 2011، وكلف توزيع البطاقات الخاصة بالفنانين.
وأكد بن دعماش أن "أبرز مطالب الفنان الجزائري منذ الاستقلال أخذت طابعا اجتماعيا وهو ما جعل من الدولة تتحرك لحل المشكلة وتنظيم القطاع واعتبار النشاط الذي يمارسه الفنان مهنة مثلها مثل باقي المهن، يحصل على إثرها على معاش تقاعدي وحقوق العلاج والدواء".
فنانون برتبة "مجاهد"
واعترافا بالدور الهام الذي لعبه الفنان سواء خلال ثورة التحرير الكبرى أو بعد الاستقلال، خصص يوم وطني للاحتفال بالفنان الجزائري كل سنة، حيث يحمل عدد كبير من فناني جيل الثورة صفة مجاهدين في صفوف جبهة التحرير بالإضافة إلى صفة فنان.
ويخلد اليوم الوطني للفنان تاريخ 8 يونيو، ذكرى استشهاد الفنان الجزائري علي معاشي الذي تعرض لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل بجثته على يد جنود المستعمر الفرنسي سنة 1958.
وبهذه المناسبة، عبر الفنان عبد القادر شاعو الذي يعتبر أحد أعمدة الأغنية الشعبية في الجزائر، عن سعادته بهذا اليوم، مشيرا إلى أنه "التفاتة جميلة إلى الجيل الأول من الفنانين الذي قدموا الكثير للفنان الجزائري، خاصة الذين عاشوا أيام الثورة".
وقال شاعو (80 عاما) لموقع "سكاي نيوز عربية": "الفن سلاح مهم للشعوب وهو جزء من هويته. مر الفنان الجزائري بمراحل صعبة في حياته وللأسف رحل عدد كبير من الأصدقاء من دون أن يأخذ حقه الكافي من التقدير".
كما أكدت الفنانة الجزائرية القديرة بينونة أن "كل ممثل أو مغن جزائري من جيلها عاش بفضل إيمانه بموهبته وبرسالة الفن، متحديا الصعوبات والعراقيل".
وقالت بينونة لموقع "سكاي نيوز عربية": "عشقت الفن منذ طفولتي، وهو عالم صعب خاصة على النساء، فالممثلات قدمن الكثير من التضحيات من أجل أن لا يموت الفن في الجزائر".
وبالتزامن مع مضي 66 عاما على إنشاء جبهة التحرير الوطني مركز معلومات واتصالات، لمرافقة المخرجين الأجانب في تصوير أفلامهم عن حرب التحرير الكبرى لسرد قصة الشعب الجزائري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1957، أعلنت الحكومة الجزائرية عن إنشاء بكالوريا خاصة بالفنون لتكوين جيل جديد من المخرجين والسينمائيين والموسيقيين الجزائريين.
ولقيت هذه المبادرة ترحيبا كبيرا في الوسط الفني، باعتبارها خطوة تعزز علاقة الدولة بالفنون وتربط المهن الفنية بعالم الشغل، ومن شأنها المساهمة في حل بعض المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي لا يزال يعاني منها الفنان الجزائري.