منح المخرج الفرنسي فيليب فوكون فرصة استثنائية لاثنين من الممثلين الجزائريين الشابين، للمشاركة في الدورة الـ75 لمهرجان "كان" السينمائي، بعدما راهن عليهما في فيلمه الجديد "الحركى"، الذي عرض في مسابقة "أسبوعي المخرجين".
لم يصدق كل من الممثل الجزائري الشاب عمر بولكيرية، المعروف محليا بلقب "عمورة"، وابن بلده محمد الأمين موفق، حجم الاحتفاء الذي حظيا به في مهرجان كان، وقد تحولا إلى محطة أنظار جمهور المهرجان، بعد عرض فيلمهم "الحركى".
لقد غيّر الفيلم حياتهم المهنية، بعدما كانت أحلامهم تراوح حدود البحث عن فرصة للمشاركة في عمل رمضاني تلفزيوني، وقد وجدنا صورهم اليوم على "كتالوغ" واحدة من أبرز المسابقات السينمائية الدولية في العالم.
جسد عمر دور "سي أحمد" في فيلم "الحركى"، فيما جسد أمين دور "قدور"، وهي شخصيات تاريخية خيالية قررت الانضمام إلى جيش الاستعمار الفرنسي خلال حرب الجزائر ضمن الكتيبة الفرنسية بقيادة الملازم كراويتز "بيير لوتين" والملازم باسكال "ثيو تشولبي".
ويقول عمور عن هذه الفرصة: "لقد تعبت كثيرا في حياتي ولكنني لم أفقد الثقة أبدا، منذ صغري كنت أحلم دائما بالفرصة العالمية".
وأوضح الممثل الجزائري الشاب لموقع "سكاي نيوز عربية"، عقب عرض فيلمه في كان: "إنها المرة الأولى التي أشارك فيها في مهرجان، أتذكر اليوم الأول الذي وصلت فيه إلى هذه المدينة السينمائية، فرحتي كانت كبيرة ولا توصف".
لقد قلب "الكاستينغ" الذي أجراه عمورة بالجزائر، قبل ثلاث سنوات، حياته المهنية رأسا على عقب، بعدما أعجب به الممثل الفرنسي، الذي قرر منحه دور البطولة في فيلم "الحركى".
وذكر عمورة: "بعد عامين من إجراء الكاستينغ اتصلت بي وكالة "وجوه" الجزائرية لتخبرني أن فيليب اختارني، وعندما قرأت السيناريو وجدت القصة إنسانية ،وهو ما حمسني للفيلم أكثر".
لا شيء مستحيل
بداية عمورة في عالم التمثيل كانت مع أعمال تلفزيونية جزائرية رمضانية أبرزها، مسلسل "الخاوة" ومسلسل"عاشور العاشور"، وقد جاء فيلم "الحركى" كأول تجربة له في السينما.
وأوضح، في هذا الصدد: "أنا معروف محليا بلقب "عمورة" وأتمنى أن يصل هذا الاسم إلى العالمية يوما ما، هذه الفرصة زادت من قناعتي بأنه لا يوجد شيء مستحيل".
وأضاف: "علينا العمل وتقديم الأفضل. في حياتي التقيت بأشخاص آمنوا بي منهم مخرجون جزائريون أعطوني الفرصة لدخول عالم التمثيل عبر شاشة التلفزيون، واليوم فيليب أعطني فرصة ذهبية لأشق طريقي إلى عالم السينما".
ويحكي الفيلم جزءا من تاريخ "الحركى" في الجزائر، مما يجعله عملا مثيرا للجدل، وقد يمنع عرضه في الجزائر لهذا السبب.
في هذا الإطار قال عمورة: "الفيلم لا يمجد الاستعمار، وإنما يقوم بتعريته وإبراز بشاعته، الثورة والشهداء خط أحمر ولن نسمح لأحد بأي يعبث بهم".
أحلى هدية لعيد ميلادي
الأمر نفسه بالنسبة للممثل الجزائري محمد الأمين، الذي شارك في أداء إحدى الأدوار الرئيسية في فيلم "الحركى"، بعد عدة مشاركات في أدوار بسيطة في أعمال جزائرية محلية.
وقال محمد لموقع "سكاي نيوز عربية": "عملت في المسرح كهاو لعدة سنوات، وشاركت في بعض الأفلام المحلية البسيطة كما شاركت في إحدى الأدوار البسيطة في فيلم "مناظر الخريف" مع المخرج مرزاق علواش".
وأوضح ابن الغرب الجزائري أنه كان يشعر بأن الحصول على فرصة جيدة للتمثيل في الجزائر تحتاج منه التوجه إلى العاصمة الجزائر وهذا ما قام به فعلا.
وأضاف: "جمعت المال وتوجهت إلى الإقامة في الجزائر العاصمة لمدة ستة أشهر على أمل البحث عن فرصة وقد جاءتني فعلا فرصة ذهبية مع المخرج فيليب فوكون، الذي كان يبحث عن ممثلين جزائريين لتجسيد أدوار في فيلم الحركى".
وتابع: "قرأت السيناريو أكثر من عشرين مرة وكنت أتوقع أن يكون الفيلم مبنيا على المواجهات المسلحة ولكنني وجدته فيلما يحكي قصة إنسانية ".
تحديات كبيرة في المستقبل
هذا وعبّر محمد عن سعادته قائلا: "عندما أعلِنت المشاركة في مهرجان كان، شعرت بالفخر والسعادة خاصة وأن الإعلان تزامن مع عيد ميلادي وهذا الأمر أعتبره أجمل هدية تحصلت عليها في ذلك اليوم".
وأكد الممثل الجزائري أن هذه الفرصة ستزيد من شغفه وترفع من أحلامه السينمائية.
وختم بالقول: "أتمنى الوصول إلى أفلام أكبر ولما لا المشاركة في أفلام في هوليود وأنا أعمل على ذلك حاليا وسأستغل هذه الفرصة لأطور نفسي سواء في اللغة الإنجليزية أو المهارات التمثيلية، لا شيء مستحيل في النهاية، رغم أن هناك الكثير من الصعوبات والتحديات في الجزائر".