خطف الفيلم الجزائري "سولا" للمخرج الجزائري الشاب إسعاد صلاح، جائزة أحسن فيلم في مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، كما تم تتويج المخرج بنفس الجائزة في مهرجان السينما الأفريقية والآسيوية والأميركية اللاتينية بمدينة ميلانو الإيطالية.
واختتمت فعاليات الدورة الـ13 لمهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، بتتويج بطلة الفيلم الممثلة الجزائرية "سولا بحري" بجائزة أحسن ممثلة في المهرجان.
وتدور أحداث "سولا" حول قصة فتاة جزائرية شابة أنجبت طفلة خارج إطار الزواج، ووجدت نفسها مع ابنتها، مطرودة من منزل العائلة، وهي تحاول العثور على مكان تحتمي إليه في ليلة مظلمة.
الفيلم من إنتاج شركة إسعاد للإنتاج السينمائي وهو العمل الروائي الأول في مسار المخرج، وقد سبق له أن حاز على ثماني جوائز من أصل 14 جائزة بعد مشاركته في برنامج "فاينل كت" العالمي الذي ينظم من قبل مهرجان البندقية السينمائي.
ووسط حضور متميز لصناع السينما العربية في مالمو، عبرت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، التي ضمت كل من المخرج المصري هاني لاشين والممثل اللبناني جورج خباز والممثل السوري جمال سليمان والممثلة السعودية عهد كمال والمنتجة المغربية رشيدة سعدي، عن مدى إعجابها بالفيلم الجزائري الذي دخل المنافسة الرسمية والتي ضمت 31 فيلما روائيا طويلا من 14 بلداً عربيا.
رهان مخرج واعد
ويعتبر فيلم سولا أحد أبرز الأفلام الجزائرية المستقلة، الذي تناول حكاية مستوحاة من قصة حقيقية مع تكثيف المشاهد المقربة؛ حيث تم تصويره داخل السيارات، ليسلط الضوء على مشاهد الاضطهاد التي تعيشها هذه الأم الشابة العازبة في مجتمع محافظ لا يرحم.
وقال المخرج إسعاد صلاح لموقع سكاي نيوز عربية: "قررت جعل أحداث الفيلم تدور في ليلة واحدة، واستلهمت مشاهد السيناريو من القصة الحقيقية التي عاشتها بطلة الفيلم سولا بحري".
ويندرج الفيلم في خانة أفلام الطريق، كما أكد المخرج أن هدفه من جعل الأحداث تدور في اثنتي عشرة ساعة داخل السيارات، من أجل التركيز على ملامح الشخصيات عن قرب والصراع النفسي الذي كان يدور بين أبطال الفيلم (شارك في التمثيل كل من الممثل إيدير بن عيبوش، الممثل جيلالي بوجمعة، الممثلة أمينة بلعابد).
بطلة حقيقية
ومن أجل تقريب المشاهد من الحقيقة ومنح العمل مصداقية أكبر، قرر المخرج أن يمنح دور البطولة للشخصية الأصلية وهي سولا بحري ولم يستعن بممثلة لأداء هذا الدور رغم أنه كان أمامه الكثير من الخيارات.
في هذا الصدد أوضحت بطلة القصة سولا بحري لموقع سكاي نيوز عربية أن الفيلم جزء من قصتها مع قساوة الحياة التي لا ترحم من يخطؤون، وهي تتمنى ألا ينظر الناس لكل للنساء باعتبارهن مذنبات ولكن كضحايا مجتمع.
وقالت سولا: "أحيانا نحن ضحايا سوء الحظ، الهروب ليس سهلا ومشاعر الناس قاتلة، وتلك ليلة صعبة في حياة أم عزباء".
وأكدت بطلة الفيلم أن الهدف من هذا النوع من الأعمال، التي تضع المشاهدين وسط أكوام المشاعر المؤثرة، يهدف للدفع بهم نحو التعاطف والوعي والتفكير في العديد من الأمور التي تحدث في المجتمع وعدم التعليق عليها بالصمت.
ويأتي هذا التتويج لسولا، في الوقت الذي لا تزال تعاني فيه السينما المستقلة في الجزائر من الكثير من الصعوبات والعراقيل.
وقد أكد المدير السابق لسينماتك الجزائر، الناقد سليم عقار، أن هذا النوع من الأفلام لايزال يواجه العديد من التحديات سواء على مستوى الدعم والاحتفاء محليا.
وقال عقار: "لا تزال نظرة السينما الجزائرية غير واضحة تجاه السينما المستقلة، سواء في دور العرض السينمائية الجزائرية أو خلال تعامل الإدارة مع مخرجي هذا النوع من الأفلام عندما يتعلق الأمر بمنح تأشيرات العمل والتصوير".