رغم انتهاء الشتاء وبدء الموسم الصيفي في محافظة الأقصر السياحية جنوبي مصر، والأزمة الاقتصادية العالمية التي أثّرت على السياحة، فإن رحلات المنطاد "البالون الطائر"، ما زالت تحلق في سماء منطقة البر الغربي، ليتمتع ركابه بمشاهدة المعالم الأثرية والسياحية الخلابة.
وأوضح مالك إحدى شركات المناطيد، ويدعى ياسر الزمبيلي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "عدد الشركات السياحية العاملة في مجال البالون الطائر حاليا يبلغ 16 شركة، فيما وصلت نسب الإشغال السياحي في رحلات المناطيد خلال أبريل إلى ما بين 50 و60 بالمئة".
وأشار إلى أن هذه النسبة "منخفضة مقارنة بفصل الشتاء في السنوات الماضية، إذ تنخفض أعداد رحلات المناطيد في فصل الصيف".
وتقل السياحة، خاصة الأوروبية والروسية، في مصر في فصل الصيف، لأنها تفضل الشتاء للاستمتاع بأجواء مصر الدافئة مقارنة بالمناخ شديد البرودة في بلادهم، أما السياحة العربية فتفضل فصل الصيف لأن أجواء مصر أقل حرارة من الكثير من الدول العربية.
وبحسب الزميلي، فإن أبرز الجنسيات للسياح في مصر الآن، هي الأميركية والروسية والرومانية وجنسيات عربية، متوقعا انخفاض عدد السياح خلال الفترة المقبلة، خاصة من الصين على سبيل المثال، التي كان السياح منها يشكلون النسبة الأكبر في بعض الأوقات؛ نظرا للإجراءات المشددة التي اتخذتها الصين لمحاصرة فيروس كورونا النشط في بعض مقاطعاتها.
كما تنعكس أجواء الأزمة الاقتصادية العالمية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة، على حركة السياحة.
ونتيجة لذلك، صرحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة السياحة والآثار المصرية، سها بهجت، لموقع "سكاي نيوز عربية" في وقت سابق، بأن "مصر منفتحة في الوقت الحالي على جميع الأسواق العالمية وليس سوقا بعينه، وترحب بجميع الضيوف".
وأضافت أن مصر "تبذل جهودا كبيرة لاستقطاب السياح من مختلف مناطق العالم، وتسعى إلى عدم الاعتماد على أسواق بعينها".
وتستغرق رحلة المنطاد في الأقصر نحو 45 دقيقة، على ارتفاع يتخطى 2000 قدم عن الأرض، يشاهد السياح خلالها أبرز المعالم الأثرية، ومنها معابد حتشبسوت أو الدير البحري، ووادي الملوك، ووادي الملكات، ومعبد هابو، وغيرها من المعالم الشهيرة.
مصدر المنطاد
وعن تكوين المنطاد، يقول محمود عبد الله، أحد العاملين في شركة متخصصة، فهو "يتكون من البالون نفسه والسلة التي تنقل الركاب من السياح المصريين والأجانب. ويتم نقل جسم البالون عبر السيارات التابعة للنقل، ثم تصل لأرض الإقلاع حيث يتم فرد جميع البالونات على الأرض وتوصيل السلة مع الجسم".
وعقب عملية التوصيل بين الجسم والسلة، يجري ملء البالون بالهواء البارد ثم تشغيل موقد البالون، ويصعد الركاب داخل السلة، ثم يبدأ التحليق حسب العدد المسموح به؛ فهناك رحلات تضم 16 راكبا وأخرى 28 أو 32، وهو أكبر حجم في البالون الطائر، بعدد أمتار تزيد عن 40 مترا، بحسب عبد الله.
ولفت إلى أن البالونات يتم استيرادها من الخارج من دول مختصة بتصنيعه، مثل إنجلترا وإسبانيا والتشيك وغيرها، ويتم التصنيع حسب رسومات وتصميمات محددة سلفا من صاحب البالون، وتتم أعمال صيانة بشكل دوري، ويومي قبل الإقلاع.