يحيي المسلمون في إيطاليا شهر رمضان هذا العام في أجواء يتنفسون فيها الصعداء بعد تخفيف القيود الاحترازية المشددة التي فرضها تفشي فيروس كوفيد-19 في العامين الفائتين، فعادت الصلوات إلى المساجد وجلسات الإفطار الجماعية مع الالتزام بارتداء الكمامات.
وتشير تقديرات إلى أن عدد مسلمي إيطاليا يتراوح بين مليونين و600 ألف، إلى مليونين و800 ألف، وافدين من 60 دولة أو أكثر، بينهم نحو مليون و300 ألف حصلوا على الجنسية الإيطالية.
ويتمركز المسلمون بإيطاليا في المدن الشمالية، خاصة المناطق الصناعية، كما تضم روما العاصمة 100 ألف مسلم.
ويتواجد في العاصمة روما المسجد الكبير، الذي يعد الأكبر في إيطاليا، إذ تزيد مساحته على 30 ألف متر، ويضم مركزا ثقافيا.
وعن حياة المسلمين في إيطاليا، قال الشيخ حمزة بيكاردو، إن مجتمعهم "متنوع للغاية، حيث يتواجد أفراد من أكثر من 60 دولة، لكن طقوسهم في رمضان لا تختلف كثيرا عن بعضهم أو عن بقية مسلمي العالم".
وفيما يتعلق برمضان بعد انحسار أزمة كورونا، قال بيكاردو لموقع "سكاي نيوز عربية": "قضينا رمضان خلال سنة 2020 في حالة إغلاق تام، وبالتالي لم يكن المرء يستطيع أن يذهب حتى إلى المسجد. في عام 2021 استطعنا أن نذهب لكن مع وجود التباعد، ونحمد الله أن هذا العام لم تعد توجد مشكلة التباعد، والمساجد عادت للوضع الطبيعي وأصبحت ممتلئة بالناس، وهذا في ظل التدابير الأمنية اللازمة".
ومن إيجابيات رمضان بحسب بيكاردو أن "حياة الأسرة المسلمة تتغير من ناحية أنها تجتمع بشكل أكثر تكرارا، فلا يأكل كل شخص بمفرده، لكن الجميع يفطر ويتسحر معا، وتجتمع العائلة والأصدقاء، فيتجدد التواصل بين المسلمين".
ويشهد رمضان في إيطاليا عادة جلسات إفطار جماعية في الميادين والشوارع، من أشهرها ما تشهده مدينة تورينو، ومن بينها ما وصف بأنه أكبر إفطار جماعي، وتم إعداده باتفاق بين مساجد المدينة وجمعيات إسلامية، واتسع لمئات الأشخاص، بما فيهم من يمرون في الشارع.
وبدوره تحدث عضو الجالية الإسلامية في ميلانو، عمر عبد العزيز لموقع "سكاي نيوز عربية" واصفا الأجواء الرمضانية بإيطاليا قائلا: "يقضي المسلمون شهر رمضان في عملهم كالمعتاد، وفي المساء نلتقي في المسجد للصلاة، ونتشارك الدعاء والروحانيات الخاصة بالشهر الكريم الذي يخلق التقارب بين الأصدقاء والأقارب".
وبيّن عبد العزيز أنه في إيطاليا "لا توجد مظاهر في الشوارع تعبّر عن شهر رمضان، لكن يتم تزيين المساجد كما في الدول العربية، إضافة لقراءة القرآن وصلاة التراويح، فتشعر من يقترب منها بالأجواء المفرحة".