لنفحات رمضان قدرتها الفريدة على إشاعة الفرحة في تركيا، رغم ما يعانيه الأتراك من ارتفاع في الأسعار، خاصة مع ما يصاحب هذا الشهر من عادات خاصة به، على رأسها مشاهدة "البردة النبوية".
فرغم أزمات جلبها التراجع الكبير لليرة التركية أمام الدولار، وتداعيات حرب أوكرانيا، ما تزال أسواق إسطنبول تدب فيها الروح، وتمتلئ بالمشترين الذي يحتفلون بشهر رمضان، بشراء الحلويات والأكلات التقليدية المشهورة على موائد رمضان، مثل البقلاوة الزيتون والجبن والبسطرمة والتمر.
موقع "سكاي نيوز عربية" رصد النفحات الرمضانية التي ترطب الأجواء، حسب ما قال محللون سياسيون ومشترون في الأسواق.
المحلل التركي، هشام جوناي، ذكر أن الأزمة الاقتصادية ألقت بظلالها على مصاريف المواد الغذائية، وأدت إلى ارتفاع الأسعار.
ومن بين المشترين، تقول ميرال إنها سعيدة بقدوم رمضان "لأن هذا الشهر يأتي بالخير إلى البيوت وفضل الله كثير، وأتيت السوق لشراء الياميش الجاف، وبعض الاحتياجات الرمضانية، وبالطبع الأسعار أغلى من العام الماضي".
من جهته، يقول أغبايا: "اشترينا الجبن والتمر والفستق والفستق العنتابي، ونحن سعداء جدا بالأجواء الروحية والرحمة التي تعم هذا الشهر الكريم".
أجواء خاصة
ويرسم غواد غوك لوحة لمظاهر استقبال الأتراك للشهر الكريم، فيقول إن رمضان يملأ البلاد بأجواء خاصة، فتجري الاستعدادات له في المساجد لاستقبال المصلين ببرامج خاصة والزينة والأنوار، وخاصة المساجد الكبرى مثل جامع السلطان أحمد، ومسجد أبو أيوب الأنصاري، وكذلك الساحات، وتجهيز موائد الإفطار، وحركة البيع والشراء تنشط، وخاصة في شراء التمور التي تأتي من البلاد العربية.
ويضيف غوك: "يعد تبادل الزيارات بين العائلات خلال الشهر الفضيل جزءا من الثقافة التركية، وكذلك تبادل أطباق الطعام بين الجيران ما يعزز أجواء الألفة"، هذا إضافة إلى أن القنوات التلفزيونية تجهز خريطة خاصة لشهر رمضان، من مسلسلات وبرامج دينية.
"البردة النبوية"
علي درديوك يبرز أن من العادات الرمضانية زيارة جامع "الخرقة" الشريفة بحي الفاتح في إسطنبول لمشاهدة الخرقة (البردة) النبوية الشريفة التي نقلها السلطان سليم من الحجاز إلى إسطنبول، وهي محفوظة في الجامع منذ تأسيسه عام 1853، وتُعرض على الزوار خلال رمضان منذ عهد السلطان عبد الحميد الثاني، ويقبل عليها مئات الآلاف من الزوار.
ويتابع: "مع اقتراب وقت السحور نرى المسحراتي يسير في الشوارع ينادي للتذكير بالسحور الذي تتكون مائدته من العجائن والحلويات والأرز بالحليب ومربى المشمش والزيتون والجبن الأبيض والتمر المجفف والفطائر".
البقلاوة
وأشهر الحلويات التي يتدفق الأتراك لشرائها من الأسواق، "البقلاوة" التي يعمل صانعوها بشكل متواصل لتجهيز الكميات المطلوبة، فيما قررت بعض المصانع عدم زيادة أسعارها هذا العام لتبقى متاحة للجميع. كما تعد المخابز نوعا مميزا من الخبز اسمه "بيده" الذي تتزين به مائدة الإفطار.
من جانبها، تساهم الجمعيات الخيرية في تخفيف الأزمة الاقتصادية بإعداد الموائد المجانية داخل الشوادر، كما تعد بلديتا إسطنبول وأنقرة طعام الإفطار للصائمين في الشوارع والميادين العامة.