إن كان كثير من المشاهدين ينتظرون بشغف الجزء الثالث من المسلسل المصري "الاختيار"، لما يتضمنه من ملحمة وطنية، فإن صناع العمل يترقبون بلهفة ردود الفعل، لكونه يوثق فترة عاشها المصريون المعاصرون بالفعل، ويأتي بعد تحقيق الجزأين الأولين "نجاحا منقطع النظير".
ويوثق مسلسل "الاختيار 3"، المقرر عرضه في شهر رمضان، واحدة من أصعب فترات تاريخ مصر الحديث، وهي ثورة 30 يونيو المصرية عام 2013 ضد حكم جماعة الإخوان.
والجزء الثالث من تأليف هاني سرحان، وإخراج بيتر ميمي، ويضم كوكبة من الفنانين، منهم محمد رياض، وأحمد السقا، وكريم عبد العزيز، وأحمد عز، وخالد الصاوي، وعبد العزيز مخيون، وإيمان العاصي، وياسر جلال، ضمن 200 ممثل وممثلة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو التشويقي للمسلسل فور طرحه، خاصة وأن المسلسل يقدم مشاهد حية من أحداث قريبة، من لحظة نزول الجماهير للميادين المصرية، للمطالبة بإنهاء حكم جماعة الإخوان الإرهابية، حتى لحظة سقوط محمد مرسي من سدة الحكم، وتولي عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية، إدارة شؤون البلاد في 3 يوليو 2013.
تحدّ ومأزق
وفي حديث لموقع سكاي نيوز عربية، قال الفنان محمد رياض إنه يعتبر دوره فيه واحدا من أهم الأعمال التي شارك فيها طوال مسيرته الفنية، باعتباره يقدم ملحمة وطنية كبرى، ويوثق مرحلة عصيبة اجتازتها مصر بنجاح.
وعن الشخصية التي يؤديها، يوضح أنها تخص ضابط شرطة مصريا، تجمعه روابط اجتماعية مع الشخصية التي يلعب دورها كريم عبد العزيز.
ويعتبر الناقد الفني طارق الشناوي أن الجزء الثالث من "الاختيار"، سيكون "تحديا كبيرا"، لأنه جاء بعد "نجاح منقطع النظير" للجزأين الأولين، وسيكون هو الجزء الأصعب، لأنه يتناول أحداثا عايشها المصريون الذين سيشاهد الكثير منهم.
كما لفت في حديثه لـسكاي نيوز عربية إلى أن من مزايا المسلسل أن الجزء الثاني كان أكثر نجاحا من الأول، وهو ما يُحمل فريق الجزء الثالث مسؤولية إضافية، مشيرا إلى أن المسلسل أعاد التفاف المصريين حول الأعمال الدرامية الوطنية بعد طول غياب لها.
وتناول الجزآن السابقان جهود رجال الشرطة والجيش في محاربة الإرهابيين، وقصص عدد من الشهداء الذين قتلوا خلال المعارك وملاحقة الجماعات التكفيرية.
غير أن الشناوي يرى "مأزقا" ينتظر صناع العمل، وهو أن العمل يسير بخط متوازِ بين الدراما والتوثيق، وهذا يتطلب الحرص على عدم الإخلال بأي منهما، خاصة وأن الأحداث لا تزال في وجدان الناس الذين شاركوا فيها بأنفسهم، أو تابعوها عبر التلفزيون.
وأشاد الناقد الفني باختيار الفنان خالد الصاوي لتجسيد شخصية القيادي الإخواني خيرت الشاطر بحسب ما تبين من "برومو" العمل، معتبرا أنه "اختيار مثالي"، لقدرة الصاوي على أداء الأدوار الصعبة، ونفس الأمر ينطبق على الفنان عبد العزيز مخيون الذي يجسد دور محمد بديع، مرشد الجماعة الإرهابية.