تزامنا مع اليوم العالمي للمسرح، احتفل مسرح المدينة ومؤسّسته المخرجة والممثلة اللبنانية نضال الأشقر، بإطلاق العرض الأول للفيلم الوثائقي "مدينتان".
ويمزج الفيلم بين التوثيق للمسرح الأقرب إلى حلم حولته الأشقر إلى مدينة بحد ذاته والواقعية السردية، إذ سلط المخرج عمر نعيم، وهو نجل الأشقر، الضوء على العلاقة الجميلة والمؤثرة بين والديه اللذين كرسا أيامهما للمسرح والأضواء، ومع ذلك عاشا حياة شخصية حميمية لا أحد يعرف حيثياتها.
وعن الفيلم أكدت الأشقر لـ"سكاي نيوز عربية": "تكلمنا في هذا الفيلم عن وجعنا، وعن بلادنا، وعن خيبتنا، وعن كل شيء، ولذلك أحببت أن أعرضه في يوم المسرح العالمي".
وأضافت نضال الأشقر: "في لبنان آلاف الفنانين لا تهتم بهم الدولة، ولا يهتم بهم أي أحد، لقد صنعوا أنفسهم بأنفسهم، وعلى الرغم من ذلك فقد أنعشوا قلوب الناس وأعطوهم الأمل".
وتابعت: "الدولة اللبنانية ليست موجودة في حياة الفنانين، بل على العكس الفنانون موجودون في حياة كل الناس، في السينما، والتلفزيون، والمسرح، واليوم بمناسبة يوم المسرح أحيي كل الفنانين ليس فقط في لبنان بل في العالم العربي والعالم".
وعمّا إذا كانت تعتقد بأن الشباب اللبناني قادر على حمل شعلة المسرح من بعدها، قالت: "لدي إيمان كبير بهم، حيث أننا لم نقفل أبدا في زمن كورونا، والشباب وحدهم هم من كانوا يترددون على المسرح للتمثيل والإخراج".
واختتمت قائلة: "الشباب اللبناني وحده قادر على التغيير من العقلية المتحجرة في الدولة اللبنانية، وعلى انتشال الناس من عنصريتهم، وتعصبهم، وطائفيتهم إلى فضاءات الحياة الرحبة".
من جانبه، قال الممثل اللبناني جورج خباز: "لقد خرجت متأثرا بعد مشاهدتي لفيلم مدينتان الذي أعادنا للعام 2016، وذكّرنا بحجم الصعاب والأزمات التي مررنا بها في لبنان منذ ذلك الحين، ولشدة وكثرة ما مررنا به، شعرت لوهلة أني أشاهد أحداثا قد مرّ عليها أكثر من عشرين عاما، وعلى الرغم من ذلك أعطانا الفيلم أملا للنهوض من خلال الثورة الثقافية التي تعتبر فاتحة كل الثورات الحقيقية".
وبدورها تحدثت الممثلة اللبنانية جوليا قصار لـ"سكاي نيوز عربية" قائلة: "أكثر ما أثّر بي هو عندما أكدت نضال الأشقر في الفيلم بأنها تحلم بأن يكمل المسرح حتى بعد رحيلها لأنه وللأسف الشديد لا أحد يهتم، والمسرحيون أنفسهم هم النبض، وهم المدينة".