ترتفع معدلات الأمية بشكل كبير في أوساط القبائل الرعوية المتجولة في السودان "الرحل"، حيث يجد أكثر من 80 في المئة من أطفال تلك القبائل صعوبات كبيرة في الحصول على مدارس تأويهم، مما دفع بعدد من المتطوعين من ناشطين وطلاب جامعات لابتكار طرق مختلفة لضمان إدخال عشرات الآلاف من الأطفال في العملية التعليمية.
وتداول ناشطون في وسائط التواصل الاجتماعي صورة لمعلم متطوع يجوب مناطق الرحل على جمل معلق عليه لوح تعليمي بهدف الوصول إلى الأطفال في مناطقهم الوعرة والبعيدة عن مناطق الخدمات والطرق.
وتنتشرقبائل الرحل وهي مجموعات رعوية في أجزاء عديدة من مناطق السودان خصوصا في غرب وجنوب وشمال البلاد. ولا يمتلك أفراد تلك المجموعات قرى أو مدن سكنية خاصة بهم فهم يتنقلون من مكان إلى آخر بحسب تغير فصول السنة بحثا عن الكلا والماء اللازم لرعاية ماشيتهم.
ووفقا لإبراهيم خراشي وهو صحفي ومهتم بقضايا الرحل والرعاة، فإن هذه المجموعات تعيش في مناطق نائية وشديدة الوعورة وتعاني من غياب الخدمات الأساسية كالأمن والتعليم والصحة.
ويقول خراشي لموقع سكاي نيوز عربية إن الرحل يعدون من الشرائح المهمة جدا في المجتمع السوداني لما يتمتعون به من ثروة حيوانية ضخمه تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، لكن أطفالهم لا يجدون الاهتمام الكافي بالتعليم.
وتكمن المشكلة بالنسبة لأطفال الرحل في حالة عدم الاستقرار التي يعيشونها إذ أن أسرهم تتنقل خلال العام الواحد ثلاث أو أربع مناطق مختلفة ومتباينة بيئيا واجتماعيا مما يجعل من الصعب ألحاقهم بالمدارس النظامية.
وكجزء من الجهود الشعبية المبذولة لمعالجة هذه الأزمة الخطيرة، يقول محمد عبد الله وهو طالب يدرس في إحدى الجامعات بالعاصمة الخرطوم إنه ومجموعة من الطلاب والناشطين يسافرون إلى مناطق الرحل خلال الإجازات الصيفية من اجل متابعة الأطفال وفتح فصول دراسية لهم.
ويؤكد عبد الله لموقع سكاي نيوز عربية وجود رغبة كبيرة في التعلم في أوساط مجموعات الرحل، إضافة إلى تميز أطفالهم بذكاء فطري خارق. ويرى عبد الله أن بالإمكان إنقاذ الآلاف من أطفال الرحل من براثن الأمية وذلك من خلال دعم الفصول المتجولة التي يمكن ان تشكل حلا يناسب طبيعة وبيئة أهالي أولئك الأطفال دون التأثير على نشاطهم الرعوي.