تبذل الجامعات العربية مثل غيرها جهودا كبيرة للمواكبة بين متطلبات سوق العمل والمهارات الجديدة المطلوبة لوظائف لم تكن متوفرة في السابق من جهة، والتخصصات التي تقدمها وتستحدثها من جهة أخرى.
وباتت أسواق العمل بحاجة إلى وظائف جديدة، مع بروز التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى منشآت جديدة ظهرت لم تكن موجودة من قبل، وهذه العوامل كلها تدفع نحو تخصصات جامعية باتت ضرورية لتلبية هذه الحاجات.
ويقول المستشار التعليمي محمد ترو لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الطلب على التخصصات في الجامعات، يختلف بين دولة عربية وأخرى، حسب البنية الاقتصادية والخطة التنموية في كل منها.
وأضاف ترو، وهو رئيس سابق لعدد من الجامعات في دول الخليج، أن هناك اختلافا بين التخصصات التي يقبل عليها الطلبة، وتلك التي تطلبها سوق العمل.
أبرز التخصصات المطلوبة
ويشير البروفيسور ترو إلى أن أبرز التخصصات المطلوبة في المجال الطبي هي: الطب البشري والإدارة الطبية وطب الاسنان والصيدلة والطب البيطري.
أما في مجال إدارة الأعمال، فيشير الخبير التعليمي إلى تخصصات: إدارة الأعمال والمحاسبة والتمويل والتكنولوجيا المالية والعلوم المصرفية والصيرفة الاسلامية والتسويق الرقمي.
وحسب ترو، برزت في مجال الهندسة تخصصات: هندسة الحاسب الآلي (كمبيوتر)، وعلوم الحاسوب والأمن السيبراني والهندسة الكيميائية وهندسة البترول والهندسة المدنية والمعمارية والهندسة الكهربائية والإلكترونية والهندسة الطبية الحيوية والهندسة الزراعية.
وفي مجال العلوم الإنسانية، يبرز علم الاجتماع والاعلام الرقمي بحسب الخبير التعليمي.
تخصصات تراجعت
في المقابل، يوضح ترو أن هناك تراجعا على تخصصات بعينها، سواء بسبب تشبّع الأسواق بخريجيها أو بضعف الحاجة إليها، وتقديرها في الرواتب، وأبرزها الحقوق والدراسات القانونية والتربية والتعليم والفلسفة واللغات والترجمة والتصميم الداخلي وعلم الآثار والجيولوجيا والسياحة والسفر.
ومع ذلك، يشير الخبير التعليمي إلى أن هذه القوائم في حالة تغير مستمر، ويعتمد الأمر على التطورات التكنولوجية والسياسية والبيئية والتنموية في كل دولة وفي العالم.
الطلب على التخصصات متغير
من جهتها، تقول رئيسة قسم التوجيه والارشاد في جامعة القديس يوسف بلبنان جنى عواد لموقع "سكاي نيوز عربية" إن جامعة تؤمن تخصصات تناسب سوق العمل.
وتضيف أن الطلب على تخصصات معينة يزيد حسب المعطيات الحالية، إن من الناحية التكنولوجية أو الاقتصادية أو العلمية.
على سبيل المثال، زادت جائحة كورونا الطلب على تخصصات معينة مثل الصيدلة والمختبر والكيمياء الحيوية، كما أن الأزمة المالية أدت إلى اتجاه البعض لدراسة الاقتصاد والاستشارات والهندسة الزراعية والغذائية.
وترى الأكاديمية اللبنانية أن الثورة التكنولوجية ساهمت بنمو تخصصات علوم البيانات والحواسيب وهندسة الكمبيوتر وغيرها، بينما زاد الطلب بعد الحديث عن التنقيب عن النفط في لبنان، على تخصصات النفط والهندسة.
وبحسب عواد، فإن الطلب على التخصصات في الجامعة، يتغير بين عامين وثلاث أو أكثر ليواكب التطلعات الجديدة للطلاب، حيث تم استحداث برامج جديدة مثل الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات، وغيرها، إلى جانب دراسات عليا جديدة.
وتقول إن الجامعة فتحت تخصصات جديدة تلبيةً لحاجات الطلاب وسوق العمل، كالتسويق والمحتوى الرقمي وتصميم الأزياء والفيزياء المختصة بالأشعة وغيرها، ووسّعت تلك الموجودة في فروعها في المناطق، وزادت عدد التخصصات باللغة الإنجليزية.
كما أن الجامعة تحدّث كل تخصصاتها كي تطابق مستلزمات سوق العمل، إن كان في المجالات العلمية أو الأدبية، بحسب عواد.