خسر لبنان في نهاية العام الماضي جزءا مهما من ثروته من الغابات، بعد سلسلة حرائق اجتاحته من الشمال إلى الجنوب، نتيجة إهمال كبير في صيانة هذه الثروة وضعف أكبر في تجهيز فرق الدفاع المدني بالمعدات اللازمة لإطفاء الحرائق، التي تشب عادة في أيام الجفاف والحرارة المرتفعة.

وضمن خطة وقائية للحفاظ على الغابات المتبقية والمحميات الطبيعية، وبانتظار وصول طائرات إطفاء الحرائق في حال تأمين كلفة شرائها وصيانتها الدورية، تدعم وزارة البيئة بعض الأفكار الوقائية الرائدة، وتشجع تنفيذ أعمال الصيانة المنتظمة لمساحات الغابات والمحميات، لا سيما الأشجار المعمرة التي تشكل آخر ما تبقى من هذه الثروة في لبنان.

فكرة رائدة

وفي تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أثنى وزير البيئة ناصر ياسين على الخطة الوقائية التي "تهدف إلى حماية الثروة الحرجية ومنع انتشار الحرائق، بإزالة الأعشاب اليابسة والأغصان الزائدة التي تعيق نمو الأشجار وتمنع تحرك فرق الدفاع المدني في حال وقوع حريق، وهذا يساعد على وقف تمدد الحرائق وسرعة مكافحتها منذ بداية اشتعالها".

لبنان.. النيران تلتهم أجزاء واسعة من الأحراج في البقاع

وأضاف ياسين: "تمزج مخلفات الأشجار التي تجمع، وتطحن في معامل مع بقايا حبوب الزيتون (الجفت) بعد استخراج الزيت منه بنسب معينة لإنتاج حطب التدفئة، وتوزع على البلدات المجاورة بسعر شبه مجاني، حيث يوفر ذلك وسيلة تدفئة رخيصة".

وأردف الوزير: "نعمل مع منظمات دولية لتعميم تجربة المعامل على أكثر من منطقة والحصول على المساعدة لإنشاء معامل أخرى، بعد أن كانت البداية مشجعة في غابة ومحمية أرز الشوف، ونسعى لبناء معامل في عدة مناطق من الجنوب إلى جبيل وعكار في أقصى شمالي لبنان".

كما كشف ياسين عن تجربة جدية لتحويل القمح التالف في صوامع مرفأ بيروت من جراء الانفجار الذي وقع في أغسطس 2020، إلى مادة للتدفئة بعد مزجه مع مواد أخرى.

فوائد أخرى

ومن جهة أخرى، قال مدير محمية أرز الشوف الطبيعية نزار هاني عن الخطة: "نقلم الأشجار وننظف المحمية من الأعشاب والنباتات اليابسة، كما ننشئ فواصل طبيعية بين غابة المحمية والقرى المجاورة لمنع انتشار الحريق في حال حصوله".

أخبار ذات صلة

لبنان.. لقطات جوية توثق آثار الحرائق في غابات عكار
تجدد الحرائق ليلا شمالي لبنان.. والجيش يرسل طوافتي إطفاء

واستطرد هاني في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": "ما ينتج عن العملية نفرمه في معملين أنشأناهما لهذه الغاية في قضاء الشوف، ونخلط المواد بمخلفات نواة الزيتون (الجفت) لننتج منه حطبا صناعيا يستخدم للتدفئة، وإن بفعالية أقل من الحطب الطبيعي".

وأضاف: "وزعنا 120 ألف قطعة من إنتاجنا من الحطب الصناعي للتدفئة على القرى المجاورة، ونعمل على زيادة المعامل بالتعاون مع وزارة البيئة، كما طلبنا رخصة من وزارة الزراعة لتنظيف الغابات التي طالها الحريق في العام الماضي، ووزعنا ما نتج عن الحملة من الحطب للقرى المجاورة مجانا".

وأوضح مدير المحمية: "كما طورنا تجربة صنع سماد طبيعي (كومبوست) من نشارة الخشب الذي جمعناه من المحمية والمناطق المجاورة بخلطها مع مخلفات مزارع تربية الدجاج، ووزعنا 600 طن منه على الأراضي المجاورة للمحمية مجانا بدعم من وزارة البيئة، وهي الوزارة الراعية لمحميات لبنان والداعمة لكل نشاط في محمية أرز الشوف النموذجية".