خلال الساعات الأخيرة، تصدر وسمي "انقذوا ريان"، و"قلوبنا مع ريان" منصات التواصل الاجتماعي بالوطن العربي، وسط تعاطف كبير مع صاحب الـ 5 أعوام، الذي سقط في بئر يبلغ عمقه 62 مترا، في قرية أغران بإقليم شفشاون، شمالي المغرب.
ولم تتوقف محاولات السلطات المغربية وبعض المتطوعين لإنقاذ ريان، خلال أكثر من 40 ساعة قضاها الطفل الصغير داخل البئر، بعد التأكد أنه ما زال على قيد الحياة، إلا أن ضيق البئر وقف حاجزا أمام نجاح مهمة إنقاذه.
وأثناء هذه المحاولات، ظهر طفل مغربي جاء لإنقاذ صاحب الـ 5 أعوام، وبينما حاول الجميع إقناعه بخطورة المهمة، قال: "أردت النزول لإنقاذه ولم يتركوني، أتيت من (الشاون) وأخبرت أبي وأمي بذلك وقالت لي أمي أنها راضية عني.. كلما تذكرت بأنه عالق هناك أشفق على حال أمه وزادت رغبتي في مساعدته"، وهو المشهد الذي حظي باحتفاء جمهور "السوشال ميديا"، مؤكدين أن هذا الحدث المروع له وجه مضيء، يظهر خلال محاولات الشباب والأطفال لإنقاذ ريان دون خوف.
وقالت وسائل إعلام مغربية في وقت سابق إن الطفل ريان سقط في البئر، في غفلة من والديه، صباح الأربعاء.
كما تقدم أكثر من متطوع من سكان المناطق المجاورة للحادث لإنقاذ ريان، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، فيما أظهر مقطع فيديو صُور عن طريق أحد الكاميرات التي تم إنزالها بالبئر، أن ريان ما زال على قيد الحياة، ويعاني فقط من إصابة وجروح طفيفة على مستوى الرأس.
كما انتشرت خلال الساعات الأخيرة بعض "رسوم الكاريكاتورية" التي تتمنى عودة ريان لأسرته في أقرب وقت ممكن.
ورصدت بعض الكاميرات تجمع بعض سكان قرية "أغران" حول موقع الحادث المؤلم، خلال الساعات الأخيرة، في انتظار الخبر المفرح بخروج "ريان" من البئر.
دعوات مستمرة
من جانبها، أعادت، الفنانة المصرية، أيتن عامر، نشر أحد مقاطع الفيديو التي ظهر خلالها الطفل ريان بالبئر، عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، معلقة: " يا رب رجعه (أعاده) لأهله بالسلامة واحفظه بحفظك، اللهم أنك قادر على كل شيء".
كما نشر الإعلامي الإماراتي، علي خليفة، عبر "تويتر"، صورة ريان، معلقا: "يا رب عجل بالفرج".
وعبر حسابها الرسمي على "تويتر"، علقت الإعلامية المغربية، اعتماد سلام، على أزمة الطفل ريان، قائلة: " نفكر في ريان ووالديه، نتابع عملية الإنقاذ المتواصلة والمعقدة وأيدينا على قلوبنا، نسأل الله أن تنتهي هذه التجربة الأليمة نهاية سعيدة ".
ورغم انشغال المواقع الرياضية المصرية بتغطية الأحداث التي تسبق المباراة المنتظرة اليوم الخميس بين "الفراعنة" ومنتخب الكاميرون بنصف نهائي بطولة أمم إفريقيا، لم تتوقف عن الدعاء والتمني بانتهاء أزمة ريان سريعًا.
أطفال الكهف
واقعة "ريان" الحزينة أعادت إلى الأذهان مأساة "أطفال الكهف" في تايلاند، كما أطلقت عليها وسائل الإعلام في 2018، عندما نجح غواصون في إخراج 12 طفلا (تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاما) ومدربهم، علقوا 17 يوما في كهف، شمالي تايلاند، بعدما غمرته مياه الفيضانات.
وقد شدت قصة الأطفال العالقين، ومحاولات إخراجهم من الكهف أنظار العالم كله.
وكان قد عثر غواصون على "أطفال الكهف"، بعد انقطاع تام عن العالم الخارجي لقرابة 9 أيام. وبدأت محاولات إخراجهم تسابق الزمن خشية تدهور الأحوال الجوية أكثر.
وشارك في مهمة إنقاذ هؤلاء الأطفال ومدربهم 90 غواصا، 40 من تايلاند و50 من دول أخرى.