كشف رئيس الهيئة القومية المصرية لسلامة الغذاء، حسين منصور، يوم الثلاثاء، سبب التضارب بين بيان الهيئة وبيان النيابة العامة حول القضية المعروفة إعلاميا بمصنع جبن طلاء الجدران.
وأوضح منصور في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن السبب يتمثل في أن مسؤول مراقبة الغذاء في مركز "تلا" بالمنوفية تسرع وقال في تحقيقات النيابة وكذلك بيانات السلطات المحلية، إن الجبن المضبوط بالمصنع تنبعث منه رائحة طلاء الجدران، وأنه تم ضبط أكياس طلاء بالمصنع مما يعزز فرضية خلط الطلاء بالجبن.
وشدد منصور على أن هذه الأمور لا يمكن اكتشافها والحكم السليم عليها بالعين المجردة، بل لا بد من تحليل دقيق من خبراء متخصصين ومعامل متخصصة.
وشدد على أن سلامة الغذاء المطروح في مصر يقع ضمن مسؤولية هيئة الغذاء، مضيفا أنها حللت المواد المضبوطة في معملين أحدهما كيمائي تابع لوزارة الصناعة والآخر صحي تابع لوزارة الصحة.
تحاليل حاسمة
وأوضح أن نتيجة التحاليل بالكامل بينت أن مكونات الجبن المضبوط لا يدخل فيها طلاء جدران أو أي مادة كيميائية أخرى، وحتى المواد التي ضبطت بأكياس طلاء الجدران عبارة عن مكونات خاصة بلبن الماعز ومواد أخرى تستخدم في صناعة هذا النوع من الجبن المعروف باسم الجميد البلدي، فهو أشبه بالكشك الصعيدي الصلد الذي يتم تخزينه لسنوات.
وأشار رئيس هيئة الغذاء المصرية إلى أن هذا الجبن يتم تصنيعه في الأساس للمناطق الصحراوية وسكانها من البدو، نظرا لصلاحيته لمدة تصل سنة أو سنتين أو حتى ثلاثة ولا يطرح بالمدن والقرى.
وأوضح أن الهيئة أرسلت بيانها الذي أكد عدم وجود غش في مكونات الجبن المضبوط إلى النيابة العامة، وبالتالي فإن القضية تتمثل حاليا في مخالفات تراخيص ومسائل إدارية وليس ثمة غش غذائي إطلاقا.
وقال منصور إن هذا المصنع لم يصدر أي كمية من منتجاته للخارج عبر الطريق الرسمي الذي تراقبه هيئة سلامة الغذاء، وفي حال تم الأمر فسيكون عن طريق التهريب.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات المحلية في محافظة المنوفية، شمالي القاهرة، أعلنت قبل أسبوعين ضبط مصنع في مدينة تلا قالت إنه يخلط الجبن بطلاء الجدران مما تسبب في جدل كبير.
وأصدرت النيابة العامة بيانا قالت فيه إنها قررت حبس مالك المصنع ومورد الألبان له وأمرت بضبط المدير المسؤول بعد تأكيد مسئول المكتب المركزي لمراقبة الأغذية بالمنوفية، خلال التحقيقات، انبعاث رائحة طلاء حوائط من الجبن وضبط مواد تستخدم في طلاء الجدران تبين خلطها بالجبن.
في غضون ذلك، أصدرت هيئة سلامة الغذاء بيانا مفاجئا، مساء الثلاثاء، نفت فيه وجود طلاء جدران أو أي غش في مكونات الجبن المضبوط.