انطلقت السبت بمدينة الأقصر في جنوب مصر، فعاليات البطولة الأفريقية العربية للبرمجيات وطرق الحل المنهجي لطلاب الجامعات في دورتها الخامسة والعشرين على مستوى الوطن العربي وقارة أفريقيا، والتي تستمر حتى 6 ديسمبر.
وتتم المسابقة هذا العام برعاية رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، وتنظمها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التابعة لجامعة الدول العربية، وبالتعاون مع وزارة الاتصالات المصرية، وترعاها شركات عالمية بحسب المسؤولين عن المسابقة.
وقال الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إن البطولة البرمجية لا تعد مجرد غاية ترفيهية، فالشباب المشاركون في المسابقات العلمية يتميزون بموهبة فكرية فريدة في مجال التكنولوجيا، والتي أصبحت جزءا لا يتجزأ من ضرورات الحياة اليومية، والتي لا يمكن الاستغناء عنها، وهذا ما أثبتته فترة جائحة كورونا حيث أصبح التعامل مع التكنولوجيا وتعلمها ضرورة ملحة لقضاء معظم الاحتياجات الحياتية.
وأضاف أن المسابقة تستمر في إثبات دورها بإبراز المواهب الفكرية للشباب المتسابقين من خلال أجواء المنافسة التي تخلقها المسابقة، والتي تشجع الأجيال القادمة في تحسين مهاراتهم الإبداعية والفكرية في البرمجة والعمل الجماعي وقدرتهم في الابتكار تحت ضغوط الوقت المتاح في حل المشاكل باستخدام المنطق والتخطيط والتحليل الأنسب ووضع الاستراتيجية الأمثل.
أما الدكتور أسامة اسماعيل، رئيس المسابقة، فقال لموقع سكاي نيوز عربية إن "هذه البطولة هدف وحلم لكل من يرغب في العمل بشركات التكنولوجيا والبرمجة العالمية، حيث أن هذه الشركات تخطف خريجي المسابقة إلى سوق العمل".
وشدد على أن هذه المسابقة "في نسختها الدولية فهي انطلقت منذ عام 1977 وأخرجت للعالم عباقرة بالفعل من بينهم مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك والذي بدأ عالمه مع البرمجة من خلال نسخة تلك المسابقة في أميركا حينما كان في المدرسة الثانوية المتوسطة، والذي يعتبره أغلب المشاركين في المسابقة قدوتهم".
وأشار اسماعيل إلى أن النسخة الأفريقية العربية للمسابقة انطلقت منذ 25 عاما، وأصبحت جزءا من المسابقة الدولية ومؤهلة لها وكلا المسابقتين لهم سمعة واسعة ودقة متناهية لدى كبرى الشركات الدولية في البرمجة والانترنت.
وشدد على أن معظم العاملين بغوغل وفيسبوك وغيرهما حاليا من خريجي تلك المسابقة سواء الإقليمية أو الدولية، مما جعل الإقبال عليها من الشباب الطموح كبير جدا لدرجة تجعل المنظمين لا يقدرون على قبول مشاركة كل المتقدمين كل عام.
وقال إن المسابقة مفتوحة لطلبة التعليم الأساسي من سن 11 عاما ولطلبة الجامعات من كافة الدول العربية والأفريقية، وليس هناك شروط سوى الطموح والرغبة في تعلم البرمجة وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه المجتمع باستخدام التكنولوجيا والبرمجة.
وأوضح أنه يتم تدريب المشاركين لمدة تقترب من عامين قبل إدراجهم في منافسات المسابقة، حيث يتم تعليمهم طريقة التفكير المستقبلي بحيث أن كل منهم لا يفكر في الخطوة القادمة لحل المشكلة فقط ولكن يفكر في 7 مستويات مستقبلية للخطوة، وهو ما يسمى بالفكر الاستباقي أو الاستشرافي، وهو ما يميز خريجي المسابقة ولذلك تخطفهم الشركات الدولية.
وقال رئيس المسابقة إن اختيار الأقصر للعام الثاني على التوالي لإقامة المنافسات النهائية يأتي بهدف تعزيز ريادة مصر كوجهة سياحية كبرى، من خلال ما تمتلكه من موارد ومقومات سياحية وطبيعية، الأمر الذي يعكس جاهزية المقصد السياحي لاستقبال السائحين من مختلف دول العالم من خلال الوفود المشاركة وذلك لدعم وتشجيع السياحة مما يتماشى مع اتجاه وخطة الدولة المصرية في هذا الإطار.
وأوضح إسماعيل أن فكرة المسابقة تعتمد على تنمية قدرات الطلاب على استخدام طرق الحل المنهجي للمشكلات وخوارزميات الحاسب الآلي مع العمل الجماعي لحل المشكلات عن طريق كتابة برنامج لحلها بأفضل طريقة في أقل وقت ممكن؛ حيث يتكون كل فريق من 3 طلاب ومدرب، وطالبين ومدرب لكل فريق من فرق الشباب الناشئين.
وتجدر الإشارة إلى أن البطولة الأفريقية العربية للبرمجة تعتبر هي المسابقة المؤهلة للاشتراك في المسابقة الدولية ICPC، وللوصول إلى البطولة الأفريقية العربية لشباب الجامعات حيث يتم تنظيم أكثر من 76 مسابقة محلية تقام على مستوي الجامعات من دول قارة أفريقيا والمنطقة العربية.
وتتنافس الفرق الفائزة على مستوى كل جامعة في مسابقة إقليمية ليتأهل منها الفرق الفائزة إلى البطولة الأفريقية العربية، وبلغ عدد المشاركين في المسابقات المحلية لشباب الجامعات في دورة 2021 أكثر من 15 ألف مشارك يمثلون 3000 فريق على مستوى أفريقيا والوطن العربي.