تصدر هاشتاغ "حادثة انتحار طالبة طب عين شمس المصرية" قائمة الأكثر تداولًا على موقع تويتر خلال الساعات الأخيرة، بعدما هددت إحدى طالبات الكلية بالانتحار يوم 1 نوفمبر الجاري، وذلك بسبب رسوبها في مادة واحدة خلال السنة الرابعة بكلية الطب البشري، مما سيجعلها تعيد العام الدراسي كاملاً بسبب تلك المادة، بخلاف ما يحدث في باقي كليات الطب البشري على مستوى الجمهورية.
وعلى أحد الجدران داخل كلية الطب في جامعة عين شمس، كتبت الطالبة رسالتها قائلة: "هنتحر يوم 1/11/2021، الدنيا ليست عادلة فمن غير المنصف أن أرسب سنة كاملة بسبب مادة واحدة فتفوقي في سنواتي الثلاث الأولى لم يشفع لي"، وختمت رسالتها بتوقيع أنها مريضة اضطراب وجداني ثنائي القطب والمصنف من أخطر الأمراض النفسية".
التماس لـ68 طالبًا
القصة تعود إلى طلب التماس تقدم به 68 طالبا في الفرقة الرابعة في كلية الطب البشري بجامعة عين شمس، منهم 38 طالب وطالبة قد رسبوا في مادة واحدة، بينما 30 طالبا وطالبة قد رسبوا في مادتين، وهو ما يجعلهم مضطرين للبقاء بدون دفعة، وذلك نظرًا للائحة الكلية الجديدة.
وعّدد الطلاب في التماسهم الذي تقدموا به لعميد كلية الطب الدكتور أشرف عمر، مطالبهم وأسبابها، منها المعاناة النفسية التي يمرون بها، وتأثير جائحة كورونا، ونظام الدراسة، وغيرها من الأسباب، وطالبوا بانتقالهم إلى السنة الخامسة حاملين معهم المادة أو المادتين اللتين قد رسبوا بهما، كإجراء استثنائي لهم بسبب الأزمات والظروف التي شهدتها الدراسة في العام الدراسي الماضي 2020 - 2021.
عميد الكلية يرد
الدكتور أشرف عمر، عميد كلية الطب في جامعة عين شمس، قال في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، إن الواقعة حدثت منذ شهر تقريبًا، وتم التعرف على الطالبة التي دونت هذه الرسالة، وتم توجيهها إلى وحدة الطب النفسي في الكلية، والتي أكدت أنها كانت تتعاطى بعض الأدوية المهدئة، وأنكرت صلتها بالواقعة، نافيًا وقوع أية حالة انتحار.
وأوضح أن بعض الطلاب اتخذوا من وسائل التواصل الاجتماعي وسائل لكتابة تدوينات، وعمل هاشتاغات تهدد بالانتحار للضغط على الكلية، لاتخاذ قرارات غير قانونية لصالحهم، مؤكدًا أن إدارة الكلية تتعامل مع كل هذه الوسائل بجدية.
رسوب الطلاب مرتين
وكشف عميد كلية "طب عين شمس" أن الطلاب بالفعل تقدموا بالتماس للكلية، وعددهم 68 طالبا وطالبة، وتم النظر فيها من جانب لجنة الممتحنين وكذلك وحدة القياس والتقويم، وكانت النتيجة تأكيد رسوبهم، مشيرًا إلى أنه يتم تحليل الامتحانات من خلال وحدة القياس والتقويم، للتأكد من توازن الامتحان، بحيث تكون نسبة سهولة الأسئلة من 60 إلى 70 في المئة، ونسبة الأسئلة متوسطة الصعوبة 20 في المئة، ونسبة الأسئلة التي تحتاج إلى تفكير 10 في المئة.
وأكد أن الطلاب الراسبين حظوا بفرصتين، ليس كما يتم الترويج من قبل الطلاب، حيث أن لائحة الكلية تنص على أن الطالب الذي يمتحن ويرسب في مادة أو أكثر، له حق دخول الامتحان مرة أخرى، وهو ما تم بالفعل، ولكنهم رسبوا مرة أخرى، متسائلًا: "كيف للكلية أن تقوم باعتماد نجاح طلاب رسبوا مرتين؟"، لافتًا إلى أن هناك طلابا آخرين رسبوا في المرة الأولى وأدوا الامتحان في المرة الثانية ونجحوا بالفعل.
وأشار عميد الكلية إلى أن عدد الطلاب الراسبين 68 طالب وطالبة، في حين أن عدد طلاب هذه الدفعة 1700 طالبًا، وهذا دليل على توازن وجودة الامتحانات وعملية التصحيح أيضًا.
وأكد أن "لائحة الكلية يعلمها كل طلاب الكلية منذ التحاقهم فيها من الفرقة الأولى، لأنها تعد عهدا بين الطالب والكلية وفقد وافقوا عليها، وتوزع عليهم منذ يوم التحاقهم الأول ويتم شرحها لهم".