يجوب الناشط الاجتماعي اللبناني وائل قصب يوميا الشوارع والأحياء الشعبية بمدينة صيدا جنوب لبنان، وهو يقود "توك توك"، للفت انتباه المواطنين إليه، ودفعهم لقراءة ما كتبه على وسيلة النقل مثل "وصلني عطريقك ببلاش" و"نحنا لبعض"، في إشارة لمبادرته لتوصيلهم لمقصدهم مجانا، في ظل ارتفاع التكاليف لسيارات الأجرة، أو لمساعدتهم على تفادي عناء التنقل سيرا على الأقدام.

وبدأت هذه الظاهرة الجديدة بالانتشار تدريجيا في شوارع لبنان مع استفحال الأزمة الاقتصادية، وارتفاع سعر صفيحة البنزين إلى ما يوازي نصف الحد الأدنى للأجور، الأمر الذي تسبب برفع كلفة التنقل بشكل كبير جدا.

وعن سبب إقدامه على الفكرة، أوضح وائل قصب لموقع "سكاي نيوز عربية": "ساهمت في انتشار هذه الظاهرة أسباب عدة، أبرزها ارتفاع سعر صفيحة البنزين بعد تخطيها عتبة 300 ألف ليرة، وهو 10 أضعاف السعر السابق، وبالتالي سعي المواطن اللبناني لاعتماد بدائل أقل كلفة للوصول إلى مكان عمله ومدرسته والأسواق التجارية ".

وأضاف الناشط الاجتماعي: "لم أتمكن من إيصال أولادي لمدرستهم في الشتاء بواسطة الدراجة النارية التي اشتريتها، ونتيجة لرفع أجرة التاكسي وتأخر تنفيذ مشروع النقل العام (واصل) الذي كان مقررا إطلاقه في مدينة صيدا قبل شهرين، قررت اقتناء (توك توك) لنقل أولادي لمدارسهم خوفا عليهم من مطر الشتاء، والذهاب لمكان عملي، ومساعدة أبناء مدينتي في الوصول لوجهاتهم مجانا أثناء عودتي من توصيل أولادي".

هيا الخليفة .. فارقٌ يصنعه الامتنان

 

أخبار ذات صلة

لبنان.. مبادرة لتخفيف قسوة الحياة على أطفال "باب الرمل"

 

أخبار ذات صلة

وسط أزمة الزي والكتب.. مبادرات لإنقاذ العام الدراسي في لبنان

عبارات مميزة

وأشار قصب إلى أن كتابته للعبارات على "التوك توك" كانت بسبب رغبته بـ"لفت انتباه المارة فزينت الـ(توك توك) بعبارة "وصّلني عطريقك ببلاش.. نحنا لبعض" تعبيرا عن تضامني معهم بشأن الأزمة الاقتصادية والمعيشية غير المسبوقة وارتفاع سعر البنزين".

وتابع قائلا: "إنها مبادرة فردية تأتي في إطار التكافل الاجتماعي، ولأنها كذلك فقد ساهمت الشركة التي اشتريت منها التوك توك، بتخفيض ثمنها إلى 2700 دولار أميركي وسجلتها على نفقتها الخاصة. أكثر ما أسعدني أن مشروعي أعجب كثيرين من أبناء صيدا، وقرر البعض منهم المساهمة معي لدعم مهمتي".

وبيّن قصب أنه "في صيدا حاليا بضع مركبات توك توك، لكني أتوقع انتشارها أكثر لأن المبادرة تلقى تجاوبا كبيرا، ويكفيني دعاء الناس لي عند نقلهم مجانا وخصوصا الأمهات منهم".

ولم تلق ظاهرة استخدام "التوك توك" لغاية اليوم الرواج الكبير في المدن اللبنانية، واقتصر وجودها في المناطق الداخلية أكثر وخصوصا في محافظة البقاع، إلا أنها مرشحة للانتشار مع ارتفاع سعر البنزين، ووقف الكثير من المواطنين استخدام سياراتهم أو بيعها، واستبدالها بالتنقل سيرا على الأقدام.