أقدم عسكري أميركي على وضع حد لحياته، مؤخرا، تاركا وراءه رسالة أخيرة وُصفت بالمؤثرة، فيما يتزايد القلق بالولايات المتحدة إزاء ظاهرة انتحار أفراد الجيش.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن الرقيب في سلاح الجو الأميركي، كينيث عمر سانتياغو، الذي كان يبلغ 31 سنة، أقدم على الانتحار على مقربة من نصب "لينكون" في العاصمة واشنطن، يوم الاثنين الماضي.
وقام كينيث بإطلاق النار على نفسه في الرأس، فجرى نقله بطائرة مروحية إلى المستشفى، لكن محاولة الإسعاف لم تجد نفعا، وسرعان ما فارق الحياة.
وتشتبه الشرطة التي تتولى التحقيق في أن تكون وفاة العسكري الأميركي ناجمة عن انتحار نفذه بسلاح ناري، استنادا إلى ما كشفته المعاينة وإجراء الخبرة الجنائية.
وأوضحت المعاينة أنه كان يرتدي قميصا أخضر مع تصميم للعلم الأميركي، وقالت الشرطة إنها وجدت السلاح، على مقربة منه.
وحاولت ممرضتان حضرتا إلى المكان أن تقوما بعملية إنعاش قلبي رئوي، في مسعى لإنقاذ العسكري الذي كان يعاني اكتئابا من جراء الانفصال عن خطيبته.
وبحسب منشورات العسكري الراحل على المنصات الاجتماعية، فإنه خدم في سلاح الجو الأميركي لمدة تبلغ اثنتي عشرة سنة.
وقبل ساعات قليلة فقط من إقدامه على الانتحار، كتب الراحل رسالة مطولة يتحدث فيها عن الخطوة "القاسية"، ثم أرفقها بعدد من الصور إلى جانب العائلة والأصدقاء، في لحظات مرحة.
وقال العسكري المنتحر "لا أحد يعرف متى يحين موعد الرحيل عن الحياة"، ثم أضاف "سواء اختار المرء هذه اللحظة، أم إنه لم يفعل، فإن الحياة تظل دوما بمثابة لحظات صعود وهبوط".
وأردف الراحل "بقلب يعتصره الحزن، إذا كنتم تقرؤون هذه الكلمات، في هذه اللحظات، فلأن حياتي قد وصلت إلى نهايتها، وذلك على يدي أنا، والأمر ليس مزحة، وإنما رسالتي الأخيرة إلى أصدقائي وعائلتي".
وأشار إلى أنه كان يدري بأنه سيقدم يوما على الانتحار، عندما انفصل عن خطيبته التي كان يحبها، ثم وصف ما حصل بعد ذلك بـ"الاضطراب الذي هزمني".
وأورد أنه كان يسمع الكثير عن جُبن الأشخاص الذين يقدمون على خطوة الانتحار، لكنه أقر بصعوبة الأمر بعدما اختار أن يضع حدا للحياة، "االأمر مُخيف".
ووجه العسكري الراحل كلمات إلى عائلته وأًصدقائه ثم قال لخطيبته "لم أستطع أبدا أن أمضي قدما في حياة لست طرفا فيها، فحياة الفراغ هي حياة معاناة بالنسبة إلي".
وطلب سانتياغو من سلاح الجو الأميركي أن يُوارى جثمانه الثرى في مقبرة "أرلنغتون" العسكرية بالعاصمة واشنطن، بينما سلطت الحادثة ضوءا على صحة العسكريين النفسية والعقلية، في ظل ضغط العمل وحالة عدم الاستقرار التي تنجم عن المهام التي يؤدونها في عدة مناطق من الولايات المتحدة والعالم.