تحولت طفلة أسترالية في الرابعة من عمرها إلى محط اهتمام محلي وعالمي، في الآونة الأخيرة، بعدما اختفت في ظروف غامضة، فدخلت الشرطة في عملية بحث واسعة ومضنية لأجل العثور على الصغيرة قبل أن تصاب بأذى.
وبحسب صحيفة "غارديان" البريطانية، فإن البحث عن الطفلة كليو سميث، بدأ قبل 18 يوما، ثم تكلل بالنجاح، صباح الأبعاء، وسط ارتياح واسع، بعدما حلت واحدة من أعقد عمليات البحث غربي أستراليا.
وبدأت القصة عندما فطنت العائلة إلى اختفاء الابنة الصغيرة، في جوف الليل، بينما كان الأهل نائمين داخل خيمة في أحد مراكز التخييم، على بعد عشر ساعات من الطريق، شمالي بيرث.
وطيلة الليالي الأربع الموالية، عمل عدد من الضباط على البحث في النفايات الموجودة على طول 600 كيلومتر من الطريق السريع، كما جابوا الأدغال أملا في العثور على الفتاة الضائعة.
فضلا عن ذلك، انكب المحققون على البحث في البيوت والمنشآت الصناعية وكاميرات المراقبة، حتى وصل نطاق البحث إلى رقعة تناهز ألف كيلومتر مربع.
وتم استخدام طائرات "درون" وأخرى خاصة من أجل البحث بشكل دقيق في منطقة مترامية الأطراف.
لكن في نهاية المطاف، تم العثور عليها في بلدتها الأصلية كارنارفون، أي على بعد أقل من مئة كيلومتر من المكان الذي خيمت فيه العائلة، ثم اختفت الصغيرة في السادس عشر من أكتوبر الماضي.
وقال كاميرون بلين، وهو المحقق الذي عثر على الطفلة، إن إيجاد الصغيرة كان له وقع الفرح والصدمة، "لقد تمنينا دائما هذه النتيجة"، واصفا ما حصل بالرائع.
وبعد العثور على الطفلة، تم الاتصال بوالديها، وجرى أخذها إلى المستشفى، من باب الاحتراز، لأجل التأكد من عدم تعرضها لأي مكروه خلال مدة الاختفاء عن والديها.
ولم تكشف الشرطة عن تفاصيل العثور على الطفلة، وكيف استطاعت أن تحقق انفراجا في الملف، بشكل مفاجئ.
وكانت الشرطة قد عرضت مكافأة من مليون دولار على كل من يقدم معلومات بشأن الطفلة، لكن السلطات أوضحت أنها لم تحصل على أي إفادات تستحق أخذ المبلغ.
وقال مسؤول في الشرطة المحلية، إن العثور على الطفلة كان بتضافر عوامل مختلفة، من بينها مساعدة الناس الطيبين، ودور سيارات وهواتف وتحليل معلومات وتجارب سابقة.
وكان شهود قد أخبروا الشرطة أنهم رأوا سيارة قادمة من موقع التخييم، حوالى الساعة الثالثة صباحا، في ليلة الاختفاء، وجرى الاشتباه في أن تكون وراء اختفاء الصغيرة، لكن الأمن لم يوضح ما إذا كان قد توصل إلى العربة.
وكشفت الشرطة أن رجلا في السادسة والثلاثين من عمره جرى توقيفه، من أجل التحقيق، ولم يجر التوضيح ما إذا كان معروفا لدى العائلة أم إنه مجرد مشتبه فيه.
وقدم المحققون شهادات مؤثرة، فعندما عثروا عليها لوحدها في إحدى غرف البيت، وسألوها عن الاسم وأكدت بأنها كليو فعلا، اغرورقت عيون الجميع، فرحا بنجاح المهمة الأمنية والإنسانية أيضا.