افتتحت تونس، مساء السبت، الدورة الـ32 لأيام قرطاج السينمائية، وهو المهرجان السينمائي الأعرق في البلاد، والذي تأسس منذ عام 1966.
وأهم ما يميز مهرجان قرطاج السينمائي هو الإقبال الكبير للجُمهور على عروض الأفلام، بالإضافة إلى تقاليد المهرجان في استضافة نجوم السينما من تونس والعالم العربي وإفريقيا، وتكريم صناع السينما في مختلف المواقع سواء كانوا ممثلين أو منتجين أو تقنيين.
وتم خلال حفل الافتتاح، الذي أشرفت عليه وزيرة الثقافة حياة قطاط، ومدير المهرجان المخرج رضا الباهي، تكريم النجمة المصرية نيللي كريم، تقديراً لمسيرتها في السينما المصرية، والمنتج اللبناني صادق الصباح، صاحب الخبرة في صناعة السينما والتلفزيون، والناقد السينمائي السنغالي بابا ديوب، والناقد السينمائي التونسي والإعلامي خميس الخياطي، وقد انطلقت سهرة الافتتاح بفيلم "الروابط المقدسة" للمخرج التشادي محمد صالح هارون.
الدورة الجديدة لأيام قرطاج السينمائية التي تبدأ من 30 أكتوبر وتستمر إلى 6 نوفمبر تحت شعار "نحلم فنحيا"، تقترح عرض 750 فيلما سينمائيا من 45 دولة وتتوزع على عشرات القاعات بتعريفة دخول منخفضة (أقل من دولار واحد)، تشجيعا للجمهور للإقبال على السينما، فضلا عن عروض خاصة في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.
ومن أبرز الأفلام المشاركة التي تتجه إليها الأنظار خلال هذه الدورة، الفيلم البلجيكي الوثائقي الطويل "امبراطورية الصمت "، في عرضه العربي والإفريقي الأول بحضور مُخرجه تيري ميشال.
كما تشهد الدورة مشاركة أفلاماً بلجيكية في قسم "عين على السينما البلجيكية"، إلى جانب عدد من الأفلام الفرنسية ضمن قسم "أيام قرطاج السينمائية والفرنكفونية" وأفلام من ليبيا في قسم "نافذة على السينما الليبية".
ويتنافس على إحراز التانيت الذهبي والفضي والبرونزي للمهرجان في المسابقة الرسمية 56 فيلما،
كما تطلق الدورة الحالية لأول مرة جائزتين جديدتين هما: جائزة باسم المناضلة والحقوقية الراحلة لينا بن مهني، وجائزة تحمل اسم المنتج الصادق الصباح، بقيمة 15 ألف دينار تونسي لكل منهما.
ومن بين الأفلام التي ستعرض خلال هذه الدورة "علي العربي" و"خديجة" من مصر، و"أعنف حب" من لبنان، و"عرنوس" من الأردن، و"جينز" من المغرب، و"فريدا" و"فرططو الذهب" من تونس، و"من يحرقن الليل" من السعودية.
ويحرص منظمو أيام قرطاج السينمائية منذ سنوات على نقل العروض السينمائية إلى داخل السجون في مبادرة حقوقية استثنائية، حيث يحظى المساجين بفرصة مشاهده أعمال سينمائية ومناقشتها مع الممثلين والمخرجين.
كما تنقل الدورة الحالية أيضاً العروض إلى الثكنات العسكرية من خلال مبادرة "أيام قرطاج السينمائية في الثكنات العسكرية"، لنقل العروض السينمائية إلى الجنود في ثكناتهم.
وتحتفي تونس بالدورة الجديدة للمهرجان السينمائي في ظرف صحي استثنائي بسبب وباء كورونا، وقد حرصت وزارة الصحة على إلزام المدعوين بالبروتوكول الصحي خلال حفل الافتتاح وأيام المهرجان، حيث ستكتفي قاعات العرض بـ50 بالمئة من طاقتها الاستيعابية فيما يلتزم الجمهور بارتداء الكمامات الواقية.