عند الساعة السابعة والربع تقريبا من مساء الأول من ديسمبر 2019، دق رجل جرس أحد منازل الأثرياء في غرب العاصمة البريطانية، ولم يكن يريد أن يلتقي صاحب المنزل، اللاعب السابق فرانك لامبارد ولا زوجته. كان يريد فقط التأكد من أنه لا أحد في المنزل.
وكانت تلك الخطوة الثانية في إطار خطة لسرقة عدة منازل تعود لأثرياء في لندن، وبالفعل نجحت خطة العصابة، لتصبح أكبر عملية سرقة منازل في تاريخ بريطانيا الحديث.
وكانت الخطوة الأولى هي إخضاع المنازل المستهدفة للمراقبة لفترة طويلة، وجرى اختيار المنازل نظرا لتقدير اللصوص لوجود أموال ومجوهرات ثمينة وفق ما اعتقده هؤلاء.
ورغم مرور عامين تقريبا على الجريمة المنسقة، إلا أن السلطات البريطانية لم تستطع حتى الآن المسروقات من أحد المنازل وتقدر بنحو 26 مليون جنيه إسترليني (35 مليون دولار).
وكانت السرقة محكمة وطالت أورقا نقدية ومجوهرات، وتمكن اللصوص من تهريبها خارج بريطانيا.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" بأن المسروقات التي "تبخرت" تظهر بأن عملية السرقة تصلح لفيلم سينمائي، مؤكدة أن هذه أكبر سرقة تطال المنازل في تاريخ بريطانيا.
وأفادت شبكة "سكاي نيوز"، الخميس، بأن أحد أفراد العصابة اعترف بتورطه في جريمة سرقة منزل تمارا إيكلستون، ابنة الملياردير المعروف بيرني إيكلستون المدير السابق لفورمولا 1.
وتعرضت تمارا لرعب شديد عندما اقتحم اللصوص منزلها، فيما ظلت ابتنها الصغيرة تسألها مرارا لاحقا عما إذا كان اللصوص سيعودون لاحقا.
وكان المنزل الثالث المستهدف بالسرقة يعود إلى فيشاي سريفادانابرابا، رئيس نادي ليستر سيتي لكرة القدم، الذي توفي في حادث تحطم مروحية قبل عام من وقوع جريمة السرقة.
وظلت السطات البريطانية تحقق في السرقة لمدة عامين، راجعت فيها أكثر من 2000 ساعة من تسجيلات كاميرات المراقبة، وامتدت التحقيقات إلى خارج حدود بريطانيا.
وفي نهاية المطاف، جرى تحديد 4 متهمين كانوا موجودين في إيطاليا، التي قامت بتسليمه 3 منهم إلى بريطانيا، فيما لا يزال المتهم الرابع متواريا عن الأنظار.
واعترف جوسلاف يوفانوفيتش ( 24 عاما)، وهو من سكان مدينة ميلان بأنه كان جزءا من العصابة التي سرقت منازل الأثرياء في لندن.
وقالت النيابة العامة في بريطانيا إن يوفانوفيتش استخدم بعض من الأموال المسروقة للتسوق في متاجر هارودز الشهيرة في لندن.
ومن المقرر أن تصدر محكمة بريطانية حكمها في القضية في منتصف نوفمبر المقبل.