تشهد مدينة الأقصر السياحية جنوبي مصر استعدادات مكثفة لاستضافة حدثين عالميين هما "افتتاح تطوير طريق الكباش الأثري"، و"يوم المدن العالمي"، فيما تشهد على مدار الشهور الماضية أعمال تطوير ضمن مشروعات التنمية بالمحافظات المصرية.
ويستهدف تطوير الأقصر إحداث تغيير جذري بها، وإضفاء هوية بصرية موحدة بما يليق بمكانتها الحضارية والسياحية، حسب وزارة السياحة والآثار المصرية.
وتحت شعار "تكيف وتعزيز قدرات المدن لمقاومة التغيرات المناخية" تستضيف المدينة نهاية أكتوبر الجاري احتفالية "يوم المدن العالمي" بحضور دولي كبير، وذلك تقديراً للمكانة الثقافة والأثرية لها.
وزار رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي وعدد من المسؤولين، الأقصر مرتين خلال يوليو وسبتمبر الماضيين، وقبل أيام تفقد وزيرا السياحة والتنمية المحلية مشروعات التطوير الجاري تنفيذها.
تطوير شامل
وقالت مصادر حكومية في حديث لموقع سكاي نيوز عربية إن الأقصر تشهد تطويرا في عدة مناحي، منها مرسى الفنادق العائمة وتنفيذ شبكة صرف للمراكب النيلية.
وأضافت أنه يتم تجميل المدينة بجداريات فنية تدمج الخط العربي ومشاهد من مصر القديمة، إضافة لجداريات بوليستر عن حياة المصري القديم، مزودة بإضاءة لإبراز جمالها ليلا.
وضمن استعدادات احتفالية طريق الكباش، يجري طلاء المنازل والميادين وتزيين الشوارع والميادين والأسواق، وفق الرؤية الفنية للاحتفال، وإقامة معرض صور نادرة تروي تاريخ معابد الكرنك والأقصر وطريق المواكب الكبرى.
ولم تعلن الحكومة المصرية، حتى اليوم، الموعد النهائي لاحتفالات طريق الكباش، لكن التوقعات تشير إلى تزامن الموعد مع العيد القومي للأقصر في 9 نوفمبر.
وأوضحت المصادر أنه سيتم الاعلان عن موعد الاحتفالات نهاية أكتوبر، على أن يحضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمشاركة وسائل إعلام عالمية وشخصيات هامة ومؤثرة دولياً، على غرار احتفالات موكب نقل المومياوات الملكية بالقاهرة.
صدى التطوير
وعن مشروعات التطوير بالأقصر، قال الدكتور مصطفى الصغير المشرف على مشروع طريق الكباش إنها ستسهم في إنعاش السياحة الثقافية والأثرية الوافدة للأقصر بمعدلات كبيرة.
ولفت المسؤول المصري في حديث لموقع سكاي نيوز عربية إلى إن هناك دور كبير لمحافظة الأقصر في مشروعات التطوير، خصوصا في المناطق والطرق المحيطة بالمواقع الأثرية وتطويرها.
وأشار إلى أن مشروعات التنمية في تلك المناطق تشهد نقلة عمرانية متميزة ستنعكس بالإيجاب على رفاهية المحافظة وعلى المردود السياحي والثقافي لمصر.
وتجاوزت نسبة تنفيذ مشروع تطوير طريق الكباش 97%، وفق وزارة السياحة والآثار المصرية، فيما يبلغ طوله حوالي 2.7 كم، ويمتد من الكرنك شمالا مروراً بمعبد موت، وانتهاء بمعبد الاقصر جنوباً، وتحيطه تماثيل لأبي الهول على الجانبين.
طريق المواكب الكبرى
ويقول محمود خوفو الباحث في علم المصريات إن احتفالات طريق الكباش وإحياء عيد الأوبت ستبعث برسالة قوية إلى العالم بأن مصر هي مهد الحضارة ومركز الاستقرار بالمنطقة وأن النيل أساس تلك الحضارة.
ويوضح "خوفو" في حديث لموقع سكاي نيوز عربية أن هناك خلطا لدى البعض بين طريق أبو الهول وطريق المواكب الكبرى أو الكباش، فالأول يمتد لمسافة أكبر من الثاني الذي يعد مكملا له.
ويضيف الباحث الأثري أن الجزء المعروف بطريق المواكب أو الكباش يمتد لـ 400 متر، وتتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس كبش "الرمز المقدس لآمون إله الخصوبة والنماء"، وتم تشييد هذا الجزء خلال عصر الأسرة الـ 18.
أما الجزء المتبقي والأكبر ـ حسب "خوفو" ـ فهو طريق أبو الهول وتتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول وجسد أسد كرمز للقوة، وبرأس آدمية تمثل السماحة والعمق في التفكير، وبناه الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة الـ 30.