حالة كبيرة من الحزن خيمت على المصريين بإعلان نبأ وفاة الجندي الشهير أحمد إدريس، مبتكر "الشفرة النوبية" في حرب أكتوبر عام 1973، التي انتهت بتحقيق انتصار مصري على إسرائيل.
وتوفي أحمد إدريس، مساء الثلاثاء، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 84 عاما. وتزامنت وفاته مع رحيل وزير الدفاع الأسبق، المشير محمد حسين طنطاوي، فجر الثلاثاء.
المصريون عبروا عن حزنهم على إدريس، بالتأكيد على أنه يستحق أيضا لقب "مشير"، وإن كان لم يحصل على تلك الرتبة في الخدمة العسكرية، إلا أن ما فعله خلال حرب أكتوبر يستحق اللقب.
كما أكد كثيرون على أن مصر "فقدت مشيرين في يوم واحد"، خاصة بسبب دورهما الكبير في الخدمة العسكرية، وفي حرب أكتوبر على وجه الخصوص.
تجدر الإشارة إلى أن أحمد محمد أحمد إدريس، كان مساعدا في سلاح قوات حرس الحدود بالجيش المصري، إبان الاستعداد لحرب أكتوبر عام 1973. وكان الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، يبحث عن طريقة لعمل "شفرة" للتواصل عبر اللاسلكي بين القوات المصرية، دون أن تتمكن إسرائيل من فكها.
فطرح إدريس على قائده أن يتم استخدام اللهجة النوبية، نظرا لأنها لهجة محلية مسموعة فقط وليس لها أحرف للكتابة. وحينما سمع السادات بذلك، طلب حضور إدريس إليه، فتم إحضاره له، واعتمد الرئيس فكرته وأكد عليه عدم إخبار أي شخص بالأمر حتى لا يتم اختراق الشفرة.
وبالفعل، تم اعتماد الشفرة النوبية، وكان لها دور كبير في تضليل القوات الإسرائيلية خلال الحرب، بحسب ما روى إدريس القصة بنفسه.
وتقديرا لدوره الكبير، فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كان قد أشاد بإدريس، وصدق على منحه وسام النجمة العسكرية في حياته، قبل عدة سنوات.
أحلام إدريس
وفي تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال إدريس إدريس، شقيق الجندي الراحل، إن شقيقه كان "يحلم ببناء بيت له في النوبة الجديدة، حيث أنه في سن 17 سنة ترك النوبة القديمة وذهب للقاهرة، ومنها دخل الجيش".
وتابع قائلا، إنه حينما عاد، كان أهل النوبة قد انتقلوا لمكانهم الجديد، الذي لم يكن يمتلك بيتا فيه.
وأشار إلى أنه كان يخدم مع شقيقه بالجيش في فترة الحرب أيضا، في سلاح الإشارة. وكان فخورا بين زملائه بما فعله شقيقه من دور كبير، "ساعد في تحقيق النصر لمصر".
وخيم الحزن على قرية توماس عافية، مسقط رأس إدريس، بمركز نصر النوبة في محافظة أسوان جنوبي القاهرة، حيث اجتمع أهل القرية لتلقي العزاء في الفقيد.