"الطفاية دي".. كلمتان صغيرتان كانتا سببا مباشرا في شهرة المصري أيوب القاضي، البالغ من العمر 33 عاما، المعروف بـ"شاعر القطر"، الذي ذاع صيته على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب أسلوبه البسيط والشيق في الترويج لمنتجاته التي يبيعها داخل القطار.
أيوب القاضي من نجع حمادي بمحافظة قنا في صعيد مصر، يحمل الشهادة الإعدادية وهو متزوج وله ثلاثة أولاد ويعمل في بيع التحف والهدايا للمسافرين بالقطار.
يقول القاضي لـ"سكاي نيوز عربية": "أنا أكتب الشعر منذ عشر سنوات، لكن مع مرور الوقت تخليت عن هذه الموهبة، وكنت أجيد الرسم وصناعة التحف والهدايا، فاستغللت موهبتي في تأليف مقاطع شعرية تسوق للمنتجات التي أصنعها حتى أتمكن من بيعها، وفي نفس الوقت أعيد تنمية موهبتي وأستغلها في التجارة، فكان البيع في القطار فرصة نجحت فيها، والحمد لله ساعدتني في الكسب، لكن في النهاية عملي صغير ونشاطي التجاري غير واسع".
وأضاف: "المصريون روحهم حلوة وهم لا يضايقونني في عملي، وأشعر بنعمة حب الناس لي وهي صفة أتمنى أن يديمها الله عليّ، خاصة وأنني حققت شهرة واسعة ويكفي أنني نجحت في رسم الضحكة على وجوه المصريين، وهو ما آمل أن يكون ثوابا لي أحمله معي للدار الآخرة".
وأشار شاعر القطار إلى أنه "رغم تصوير الفيديو من مدة طويلة إلا أننا كمصريين نحب الضحك، فأحد ركاب القطار قام بتصويري ورفع مقطعا مصورا لي على برنامج "تيك توك" ولم يكن فيه سوى تكراري لكلمة "الطفاية دي"، وفوجئت بردود الفعل على المقطع فالبعض تعامل مع الأمر بروح الفكاهة، والبعض استخدمه في التعليقات على مواقع التواصل، والبعض استنكر الأمر وأبدى استياءه مما اعتبروه سخرية من شخص يبيع بهدف تحويله لمادة للضحك، لكن ما حدث في النهاية أن الناس سمعت هذا المقطع دون سماع باقي الكلام الهادف الذي قلته في المقطع المصور بعد ذلك".
وتابع: "لأنني أقوم بتحميل الفيديوهات الخاصة بي على يوتيوب فالحمد لله كل من بحث عن كلمة الطفاية دي كان يجد الفيديو الكامل ويغير وجهة نظره الأولى عن الكلمتين، فالكلمتان كانتا سببا في جذب انتباه الناس، الذين بحثوا ووجدوا كلاما مختلفا، وظهرت كشخص محترم تعب من الظروف ولم يستسلم لها وقرر تغيير الوضع، ليجد الناس كلاما آخر ليس لرجل مخبول وإنما لرجل مثقف وواع يبحث عن تغيير واقعه".
وأردف بالقول: "الحمد لله وزيرة التجارة والصناعة الدكتورة نيفين جامع، قامت بمداخلة معي في أحد البرامج التلفزيونية وقررت دعمي في مشروعي الصغير في بيع التحف والطفايات والأدوات التي أصنعها".
ولم يعرض أيوب القاضي أو ما يعرف بشاعر القطر فنه البسيط على أحد، وإنما اعتمد على نفسه بحثا عن حياة أفضل، حتى وجد نفسه حديث الشارع المصري بكلمات بسيطة خرجت من قلبه فوصلت إلى قلوب المصريين، الذين تفاعلوا معه بشكل كبير وحظي بشهرة واسعة لم يكن في الأساس يخطط لها.