وراء كل جريمة مرض نفسي. هذا ما عكسته الإحصائيات الأخيرة التي تؤكد زيادة الجرائم التي يرتكبها مرضى نفسيون.
ولعل أخرها جريمة بشعة راحت ضحيتها عروس شابة في يوم "الصباحية"، حيث أقدم الزوج على ذبحها، وهرب تاركًا خلفه جريمة غامضة لتكشف التحقيقات لاحقًا أنه مريض نفسي ويعالج في إحدى المصحات.
"المستشفى استقبل المتهم، وهو يعاني من جرح نافذ في البطن بعد محاولته الانتحار، وتم إجراء الإسعافات اللازمة له" بهذه الكلمات بدأ حديثه مدير العناية المركزة بمستشفى بنها الجامعي شمالي القاهرة محمد الجزار موضحًا أن هذه ليست القضية الوحيدة التي يتهم فيها مريض نفسي.
ومن بين الجرائم الأخرى حالة رجل يعمل في إحدى الجهات القضائية لديه ولد وبنت على درجة عالية من الجمال، لكنهما مصابان بمرض عقلي منذ الطفولة، الفتاة تعمل بإحدى الجهات القضائية كسكرتيرة والشاب يعمل بكلية التربية٠
القصة بدأت باختفاء الشقيقين في ظروف غامضة وبإبلاغ الأجهزة الأمنية تم العثور على الفتاة في منطقة شعبية منتحلة صفة شخصية أخرى وأدعت أن زوجة والدها تقوم بتعذيبها وذلك عكس الواقع، وتم العثور على شقيقها أيضًا وتبين أنه مصاب بفصام واضطراب وجداني، وتم حجزه لتلقي العلاج، وبالفعل بدأ وضعهما الصحي التحسن نسبيًا.
قطعا والدهما إلى 5 أجزاء
وتابع مدير العناية المركزة بمستشفى بنها الجامعي تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلا: بعدها اقترح بعض أقارب هذا الرجل أن يعرض ابنيه على معالج روحاني لشكه بأنهما تعرضا للسحر، وبالفعل استجاب الرجل وعرضهما على هذا المعالج المزعوم والذي طلب منهم وقف العلاج وعدم الذهاب إلى الطبيب النفسي، وحبس الشاب والفتاة كل منهما بغرفة داخل منزلهما وهو الأمر الذي تسبب في تردي وضعهما النفسي وتمكنا بطريقة ما من خنق والدهما بالوسادة أثناء نومه وتقطيعه إلى خمسة أجزاء ودفن كل جزء في أحد أركان الفيلا، ومن ثم هربا لكن سرعان ما تم القبض عليهما وتم تقديم تقارير طبية تثبت إصابتهما باضطراب وجداني سريع الهوس.
نحر شقيقته بعد شكه في سلوكها
حالة أخرى لشاب من محافظة أسوان جنوبي مصر، إذ قام خلال بإلقاء بنفسه من الطابق الثالث وهو يردد "أنا بطل أنا أشجع واحد في الدنيا"، لكنه لم يمت بل أصيب بكسور في كل أنحاء جسمه، لكن طبيب العظام اقترح عرض الشاب على طبيب نفسي.
وبدأت رحلة علاجه وبالتشخيص اكتشف الطبيب وجود جين في العائلة يعرضهم جميعا للإصابة بالمرض، ثم انقطع الشاب عن العلاج النفسي لمده سنتين اعتقادا منه أنه أصبح بصحة جيدة ولا يحتاج إلى العلاج، وقام بقتل اخته ذبحًا لشكه في سلوكها، وهذا ما نفته تحريات الشرطة، مؤكدة أن شكوك الشاب في سلوك شقيقته لم تكن صائبة، وأنه مريض بالهوس وذهبت شقيقته ضحية.
حالة أخرى لسيدة تعمل مدرسة وزوجها يعمل محامي، وبعد زواجهما اكتشف زوجها إصابتها بمرض نفسي فكانت مشاكلهما الزوجية تتفاقم يوماً بعد يوم على الرغم من قيامه بعرضها على أفضل الأطباء النفسيين لكنها لم تنتظم في تناول العلاج.
وفى أحد الأيام تلقى الزوج مكالمة من أحد الجيران يخبره بـأن زوجته تنوي الانتحار من فوق العمارة، فذهب مسرعا فوجد الشرطة والإسعاف تحاول إثنائها عن محاولتها، وحاول هو كذلك، لكنها باغتت الجميع وقفزت من أعلى لتسقط على رأسها جثة هامدة.
اضطراب نفسي
وعلق استشاري الطب النفسي جمال فرويز على حالة قاتل زوجته في الصباحية، بأنه ثبت أن زوجته لا تزال بكرًا، وهذا يؤكد أن الزوج لم يتمكن من القيام بواجباته الزوجية، وتبين أيضًا أنه يعاني من اضطراب نفسي حاد، وفي هذه الحالة يدخل المصاب في حالة هياج ويقوم بضرب وتكسير كل ما حوله، وقد يتطور الأمر إلى القتل كما حدث.
ونصح فرويز في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" الأهالي الذين لديهم مريض نفسي بعرضه على الأطباء النفسيين وعدم الذهاب إلى الدجالين، وعدم التعامل مع المرض النفسي باعتباره وصمة عار، فكلما تم التعامل مع المرض مبكرًا كلما كانت النتائج أكثر إيجابية، وتم حماية المحيطين والمجتمع من أي جرائم قد يذهب ضحيتها أقرب المقربين.