أظهر مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي في العراق، مؤخرا، دخول أفعى رقطاء إلى أحد مستشفيات مدينة البصرة، أقصى جنوبي العراق، وهو ما أحدث صدمة وسط مرتادي المستشفى.
وفوجئ المرضى ومرتادو المستشفى بدخول الأفعى، فحاولوا أن يقتلوها عبر ضربها بأحذيتهم، وسط حالة من الارتباك والخوف.
وقال المعلقون على الفيديو، إن دخول الأفعى يكشف مدى التسيب والإهمال وسوء الخدمات في المستشفيات العراقية، حيث بات الناس يخشون على حياتهم من دخول هذه المستشفيات، أكثر مما يخافون الأمراض التي تلم بهم.
ودخول هذه الأفعى ليس الحادث الوحيد، إذ ثمة قصص وحوادث مشابهة في مستشفى مدينة البصرة، الأمر الذي يكشف ضعف معايير السلامة في مستشفيات البلاد.
وما أثار السخط أكثر بين الناس، هو ما تم تداوله على لسان مصادر من داخل المستشفى، حول اعتبارها ما حدث أمرا طبيعيا لا يستوجب التهويل .
وقال منتقدون، إن هذا التهوين يعني أن المطلوب أن تلدغ تلك الأفعى مريضا أو زائرا، حتى يعد الأمر خطيرا وجديرا بالبحث والنقد.
يقول الطبيب زامو بختيار، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، "هذه الحادثة تمثل نموذجا لما يعانيه قطاع المستشفيات والمراكز الصحية العراقي من اهتراء وتهالك في البنى التحتية، وغياب لمعايير المحاسبة والسلامة والاستقامة الادارية".
وأضاف بختيار "ليس خبرا عاديا، أن ترى أفعى داخل ردهات مستشفى يكتظ بالمرضى، فأين الرقابة وأين الكوادر الطبية والأمنية والخدماتية في هذا المستشفى؟”.
ويتابع "معيار تقدم أي بلد هو مدى تطور قطاعه الصحي والطبي، وبالعكس فإن التردي في هذا القطاع الحيوي والمحوري الذي يمس حياة الناس وسلامتهم مباشرة، هو علامة الانحطاط والتخلف والتراجع على كافة الصعد والمستويات الأخرى".
وبفعل سوء الخدمات وضعف المعايير الطبية، في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية، يلجأ العديد من المواطنين العراقيين للمستشفيات الخاصة التي تعرف هي الأخرى بارتفاع أسعارها، بحيث لا يمكن لذوي الدخل المحدود والفقراء مراجعتها والعلاج فيها.