استطاعت أم شابة في بلدة بطرماز شمالي لبنان، أن تتحدى الظروف الصعبة التي أحاطت بها في الماضي البعيد، لتحصد نجاحا مميزا وتنال شهادة الثانوية العامة، وتضرب مثلا عن الإصرار لأبنائها الخمسة.
قصة الشابة نور إبراهيم خليل تعتبر غريبة في حقبة الألفية الثانية، فبعد أن أصبحت أما بعمر 16 سنة، عادت إلى مقاعد الدراسة بعد مرور 11 سنة، لتنال الشهادة المدرسية.
وقدمت الشابة نور طلبا إلى وزارة التربية اللبنانية ليسمح لها بالعودة إلى المدرسة، حيث نجحت بجدارة بعد غياب.
وقالت نور: "التحقت بثانوية قريبة من مقر سكني ولبست زي الدراسة، حققت حلمي، جلست بين طلاب الثانوية بفخر، لمست الكتب وكتبت على اللوح الخشبي".
وتابعت: "نظمت وقتي جيدا، حيث أعود ليلا إلى مطبخي الزوجي وأعد الطعام لأبنائي الذين حصدوا نجاحا باهرا أيضا هذا العام، وجعلوني أشعر بالفخر ".
وأضافت: "درست المواد من خلال التعليم عن بعد أسوة بغيري، لكني واجهت صعوبات، خصوصا أني وأولادي الخمسة كنا نستخدم جهاز الهاتف الخلوي الوحيد في المنزل، بسبب الظروف الصعبة التي تحيط بنا وكنا نعاني من ظروف انقطاع الكهرباء."
وقالت نور: "نعم أفتخر بنفسي، فقد عانيت لوحدي منذ طفولتي وفي عمر مبكر، وأدين بالفضل لصديقة عزيزة، الأستاذة الجامعية الدكتورة مهى خالد، التي شجعتني، كما أدين بالفضل لزوجي الداعم لمسيرتي ولأولادي الذين تعلموا إعداد الطعام بأنفسهم ووزعوا أعمال تنظيف المنزل فيما بينهم لينتهي الامتحان الذي خضعت إليه ".
وتابعت: "صار عمري 29 سنة أحمل شهادة الثانوية في عمر متأخر عن غيري، لكنني أشعر بخطوات النجاح، سنصل سويا أنا وأبنائي إلى أحلامنا دون ملل. "
وأكدت نور أنها تعرضت للانتقادات، لكنها لم تثنيها عن تحقيق حلمها، وهو الخطوة الأولى من حلمها الأكبر وهو الحصول على شهادة الدكتوراه.
وختمت: "حلمي هو إدارة معهد لذوي الاحتياجات الخاصة من كافة الأعمار، أتوق لتحقيقه، لأساند هذه الفئة بنشاطات ترفيهية تنمي قدراتهم".