قصة حب تبدو تقليدية، لكنها في حقيقتها علاقة راسخة وقوية، تجلت في عمرها الذي تخطى الـ 40 عاما في وئام ومحبة يراها الجميع، هكذا تبلورت علاقة الراحلين دلال عبد العزيز وسمير غانم في أذهان الجمهور العربي.
ورغم ستار الحزن الذي أسدل على قصة الحب هذه إلا أن القصة لم تمت، فكلمات رفيقا الدرب لا تزال محفوظة في عوالمنا الافتراضية؛ من مقابلات تلفزيونية، وحوارات صحفية وغيرها، لتذكرنا دائما أن الموت على قبحه لا يستطيع قهر الحب والمشاعر النبيلة.
في هذه السطور يأخذكم موقع سكاي نيوز عربية في جولة للتعرف عن قرب إلى قصة حب دلال وسمير، وفقا لحكايتهما المبهجة عنها.
مفارقة اللقاء الأول
تحكي دلال قصة أول مقابلة مع سمير غانم، وللمفارقة أن هذا اللقاء كان بالمصادفة في طفولة دلال عبد العزيز، عندما كانت تتمشى على كورنيش مدينة الإسكندرية رفقة المربية الخاصة بها، أثناء تقضية إجازة المصيف السنوية.
أشارت المربية بابتهاج إلى سمير، وقالت لدلال إنه النجم سمير غانم أحد نجوم ثلاثي أضواء المسرح، هرولت الطفلة الصغيرة نحو نجم المسرح لتصافحه، وما كان منه إلا أن وضع يده على رأسها بمشاعر أبوية.
في أحد البرامج التلفزيونية تذكرت الراحلة الموقف الذي جمعها بسمير ضاحكة وقالت: "سبحان الله طفلة تجري خلف نجم كبير، ثم يجمعهما القدر فيما بعد".
تجدد اللقاء
في أحد البرامج التلفزيونية روّت الفنانة دلال عبد العزيز قصة بداية التعرف بالراحل سمير غانم في المسرح؛ حيث التقت بها مجددا بعد اللقاء الطفولة في بداية ثمانينيات القرن الماضي.
تقول الراحلة دلال عبد العزيز إنها عندما أنهت دراستها الجامعية التحقت للعمل في مسلسل "أصيلة" من بطولة كريمة مختار وجورج سيدهم، وما كان من سيدهم إلا أن أعجب بأدائها ورشحها لبطولة مسرحية "أهلا يا دكتور".
رتب سيدهم مقابلة بين دلال عبد العزيز والمخرج حسن عبد السلام وسمير غانم لتجري معهما مقابلة وتنضم بعدها لفريق عمل المسرحية.
وعلى مدار 4 سنوات -فترة تقديم المسرحية- بدأت قصة الحب تتشكل بينهما دلال وسمير الذي أعجبت به من اليوم الأول، وبدأ الاهتمام المتبادل، وتقول دلال إن سمير كان يقوم بتوصيلها إلى منزلها بعد العمل، خاصة في أثناء الليل.
في أحد اللقاءات التلفزيونية قال سمير غانم مازحًا إن أفضل طريقة للتخلص من المرأة التي تطارده "أن يتزوجها"، لذلك قرر الزواج من دلال التي كانت شديدة الغيرة عليه أثناء عملهما معًا في مسرحية أهلًا يا دكتور.
تذكر عبد العزيز مزاح الراحل فؤاد المهندس معها عن قصة حبها مع سمير غانم، عندما سألها ذات مرة عن سعر سيارتها، فأخبرتها أن سعرها 12 ألف جنيه، فقال لها ضاحكا "11 ألف من قيمة السيارة مطاردة لسمير".
بعد انتهاء عرض مسرحية أهلًا تزوجت دلال من سمير غانم في عام 1984، وتحولت قصة الحب إلى الأيقونة التي عاشت على مدار هذه السنوات، ونتج عنها ابنتيهما دنيا وأمل (عرفت باسم إيمي) وكلاهما دخلا التمثيل.