في جريمة غامضة، لقي شاب عراقي مصرعه في العاصمة السورية، دمشق، بسبب مبلغ يُقدر بنحو 300 دولار، وسط مطالبات من ذويه بإعادة جثمانه وكشف ملابسات الجريمة.
وفي تفاصيل، فإن الشاب مازن راضي، وهو من سكان محافظة الأنبار غربي العراق، توجه قبل أيام إلى دمشق، لغرض علاج الأسنان والمفاصل، وبجيبه 1300 دولار، وبعدما أتم العلاج، أنفق نحو 1000 دولار، ليعود إلى شقته في منطقة جرمانة بالعاصمة السورية.
أحمد الطائي، وهو خال الشاب مازن قال لموقع "سكاي نيوز عربية": إن "الضحية أنهى متعلقات علاجه حيث بقي هناك عدة أيام، وفي اليوم الأخير، (الرابع من الشهر الجاري) عاد إلى شقته التي استأجرها من أحد العراقيين هناك، وتم التواصل معه حينها، لكن بعد ذلك تلقينا نبأ مقتله".
25 طعنة
وأضاف أن مازن "تعرض إلى أكثر من 25 طعنة بالسكاكين، وهي حادثة عجيبة وغريبة، لأنها حصلت في مكان ليس ببعيد عن السكان أو مركز المدينة".
ويضيف الطائي أن "الجريمة غامضة، وبحاجة إلى كشف واضح من قبل السلطات السورية، حيث وجهنا عدة طلبات للمساعدة، وبدأنا بإجراءات نقل الجثة، التي تحتاج إلى مبلغ يُقدر بـ 7 آلاف دولار، وهو مبلغ ضخم، يضيف عبئاً وتكاليفاً علينا".
ولفت إلى أن "السفارة العراقية في سوريا، هي من أبلغتنا بالجريمة، حيث وجد المحققون جسده ممزق إربا إرباً بطعنات كبيرة، إذ يبدو أن عصابة كبيرة هاجمته، وقاومهم لكن لم يتمكن من صدهم".
سكان الأنبار يتعالجون في سوريا
واعتاد سكان الأنبار زيارة سوريا لغرض العلاج، خاصة "طب الأسنان" بسبب قلة التكاليف، وجودة عمل الأطباء هناك.
بدوره، دان محافظ الانبار علي فرحان، مقتل الشاب مازن راضي، في سوريا.
وأصدر محافظ الأنبار علي الدليمي بيانا قال فيه: "أحد أبناء مدينة الرمادي الشاب المغدور مازن راضي عودة قتل في الجمهورية العربية السورية، ونطالب الحكومة المركزية بمفاتحة الجهات المعنية وفتح تحقيق عاجل للكشف عن ملابسات الحادث بأقرب وقت ممكن".
غضب في مواقع التواصل
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، في العراق، بتلك الجريمة، خاصة وأن المغدور مازن راضي، يتيم الأبوين، ويعيش مع عائلته لدى خاله، في الأنبار، وقضى في جريمة مروعة وفق رواية ذويه.
ولدى الشاب العراقي، طفلان، حيث طالبوا عبر وسائل الإعلام المحلية، سلطات البلدين، بعدم إضاعة دم والدهم هدراً، والتحقيق بفاعلية في الحادثة.
من جهته، ذكر مصدر في السفارة العراقية لد دمشق أن "وزارة الخارجية أوعزت بتحمل تكلفة نقل جثمان المغدور مازن راضي، إلى العاصمة بغداد، عبر طيران الخطوط الجوية، ومنه إلى محافظة الأنبار، فضلاً عن مفاتحة الجانب السوري، لتكثيف إجراءات التحقيق في الجريمة، وملابساتها، والسبب وراءها، والدوافع".
وأضاف المصدر العراقي، الذي رفض الكشف عن اسمه لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "العديد من العراقيين فقدوا حياتهم في تلك المناطق، خاصة تلك البعيدة عن مركز المدينة، بسبب عصابات الجريمة المنظمة، حيث تلقينا عدة بلاغات خلال الأشهر الماضية، بالتعرض إما للسلب أو محاولة القتل، بدافع السرقة، وهو ما دفعنا لإصدار عدة لوائح تنظيمية، لرعايانا في دمشق، وطبيعة الحركة الأمنية في المدينة".
تزايد الجرائم بدمشق
وتشهد مناطق ريف دمشق وقوع العديد من جرائم القتل إما بهدف السرقة أو بدوافع أخرى في ظل الانفلات الأمني الذي تعيشه تلك المناطق.
ويعدّ الفقر والأوضاع الاقتصادية السيئة في مقدمة الأسباب التي تتسبب بتلك الجرائم، فضلاً عن ظروف الحرب والبطالة والضغوط النفسيّة والاجتماعية.
وشهدت العاصمة السورية دمشق منذ بداية العام الجاري عدة جرائم مروعة ارتكبت غالبيتها بدافع السرقة.
وكشفت الهيئة العامة للطب الشرعي في العاصمة دمشق أن 332 جريمة قتل حدثت العام الماضي في مدن متفرقة.
وارتفعت جرائم القتل والخطف مع تردي الوضع المعيشي في المجتمع السوري، الذي تصدر بحسب الاحصائية الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية المراتب الأولى في مؤشرات الفقر العالمي.