انتشر يوم الخميس على صفحات التواصل الاجتماعي في لبنان، مقطع فيديو يظهر قاطرة "تلفريك" متوقفة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، في خط جونية، أحد أبرز المعالم السياحية في البلاد.
وأثار توقف قاطرة التلفريك خشية وسط المواطنين الراغبين في القيام بجولة، خصوصا بين المغتربين الذين زاروا لبنان لأجل السياحة والاصطياف.
وتداول نشطاء مقطع الفيديو على صفحاتهم، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام المحلية أن سياحا علقوا في قاطرات التلفريك؛ نزولا وصعودا.
واتصل موقع "سكاي نيوز عربية" بمدير العمليات، فيكتور موسى في تلفيرك جونية المدينة، فقال إن الوضع طبيعي ولا يدعو إلى القلق.
وأوضح موسى أن الأمر لا يتعدى "دقائق معدودة تترواح ما بين 3 إلى 5، تتوقف فيها حركة التلفيريك أثناء انقطاع التيار الكهربائي، ثم يجري التحويل إلى تيار مولدات الاشتراك، وهذا أمر بديهي، خصوصا في لبنان".
وأضاف موسى "كنا في السابق على علم مسبق بمواعيد انقطاع التيار الكهربائي، أما اليوم، فبات من الصعب معرفة ذلك بسبب عشوائية الانقطاع، وأحيانا انعدام توفيره في ظل التقنين المجحف والعشوائي".
وتابع "يستمر التلفريك في لبنان بتقديم خدماته السياحية كالمعتاد طالما أننا نستطيع تأمين مادة المازوت"، مشيرا إلى أن المؤسسة متعاقدة مع إحدى المحطات، إلا أنها تطلب 2000 ليتر لتحصل على 1000 لتر.
وأردف "من المؤسف أن أحد السياح زارنا قبل أسبوع، وأثناء توقف الكهرباء ولحظات التبديل كان داخل الكابينة في الهواء لمدة 3 دقائق فقط (دقائق تحويل الكهرباء)، الأمر الذي اثار غضبه ووعد بتشويه سمعة عملنا وهدد بنشر هذه المعلومة على مواقع التواصل وبالفعل ها هو قد نفذ تهديده".
وأورد "نود أن نؤكد أن انقطاع الحركة لا يتعدى 3 دقائق، ونحن نشير لإلى ذلك من خلال منشورات داخل القاطرات.
وعن صيانة هذا المرفق السياحي الحيوي قال مدير العمليات " تقع الصيانة على عاتق مسؤولية شركة فرنسية خاصة تعمل على صيانته سنويا في شهر فبراير من كل عام وتستمر الصيانة لمدة أسبوعين".
وأضاف موسى "أنه لا حل إلا بذلك، حيث لا يمكننا استخدام المحول الأوتوماتيكي بين التيار الكهربائي وبين تيار المولدات، بأمر من الشركة المخصصة لصيانته، نظرا لخطورة الأمر، إذ ينبغي إيقاف الكابينة لدقائق كي لا يشعر الراكب بالاهتزاز السريع.
"سير طبيعي"
ودعا موسى إلى "عدم تشويه الوقائع، مشيرا إلى أن "التلفريك يسير بشكل طبيعي وفي مواعيده المحددة، كما أن صيانته الدورية تتم صباح كل اثنين أسبوعيا ".
وأشار موسى إلى ان "سعر تذكرة الركاب تبلغ 25 ألف ليرة لبنانية ونصف المبلغ المذكور للأطفال أي أن الأسعار لم ترتفع كثيرا".
وقال "الحركة ليست كما كانت كل عام في مثل هذه الأيام، مشيرا إلى أن ملكية التلفريك تعود لمجموعة من المستثمرين، من بينهم مصرف ومجموعة عائلات بولس".
وبدوره، نفى وزير السياحة اللبناني السابق، أفيديس غيدانيان لموقع " سكاي نيوز عربية"، علمه بتوقف التلفريك أو بحصول أي حادث توقف فيه، لا اليوم ولا قبل فترة زمنة، وقال إن التلفريك تتم صيانته بشكل دوري من قبل الشركة الفرنسية وهو ملك مجموعة مستثمرين خواص.
ويعد تلفريك جونية أو تلفريك لبنان من أبرز مقاصد السياح الأجانب، وهو من أشهر معالم جبل لبنان، إذ يبلغ ارتفاعه عند أعلى نقطة 550 متر بينما يبلغ طوله 1570 متر.
ويصل التلفريك بين خليج جونيه ومنطقة حريصا، وبدأت فكرة إنشاء تلفريك جونيه من قبل بعض الشبان الذين كانوا يقومون برحلة مدرسية إلى مزار سيدة لبنان وحلموا بإنشاء وسيلة تنقل زوار هذه المنطقة بشكل مباشر من جونية إلى حريصا.
وبعد ذلك، بدأت عملية إنشاء التلفريك من قبل الحكومة وافتتح بشكل رسمي في عام 1965 ليصبح من أهم الواجهات السياحية في البلاد ويبعد 16 كلم إلى الشمال من بيروت.
وتستغرق الرحلة بواسطة التلفريك تسع دقائق فقط والمسافة تقدر ب 1.5 كيلومتر (1 ميل) ويمتد خط التلفريك من خليج جونيه فوق الطريق السريع البحري والجبل شديد الانحدار وفوق أشجار الصنوبر على ارتفاع 650 متر ليصل إلى مزار سيدة لبنان في حريصا.