تتجه مصر إلى تحريك سعر رغيف الخبز المدعم، بعد تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاحه، المدينة الصناعية الغذائية بالسادات (شمال القاهرة)، التي قال خلالها إنه "حان الوقت لزيادة سعر رغيف الخبز"، مشيرا إلى أن "ثمن سيجارة واحدة يعادل 20 رغيفا".
وفتحت تلك الجملة باب المقارنات بين استهلاك المصريين اليومي للخبز، واستهلاكهم للسجائر، وحجم الدعم الذي تقدمه الدولة المصرية لرغيف الخبز المدعم الذي يستفيد منه ملايين المواطنين، وكذلك حجم الضرائب التي تحصل عليها الدولة من السجائر والدخان، وأوجه الإنفاق.. فماذا تقول الأرقام؟
وتُباع عبوة السجائر التي تحتوي على 20 سيجارة، بمتوسط من 20 إلى 50 جنيها (بالنسبة للسجائر الأكثر استهلاكا في مصر)، وعادة ما يتجه نسبة كبيرة من المدخنين إلى السجائر المصنعة في مصر، وأبرزها نوع "كليوباترا" المحلي الأكثر شعبية.
والحد الأدنى لثمن "السيجارة الواحدة" يصل إلى جنيه واحد، أي أن ثمن "أرخص" عبوة سجائر يعادل ثمن 400 رغيف خبز مدعم، على اعتبار أن سعر رغيف الخبز المدعم (الذي يستفيد منه نحو 67 مليون مصري، بمعدل 5 أرغفة في اليوم الواحد)، خمسة قروش (الجنيه 100 قرش).
حجم الاستهلاك
ويستهلك المصريون يوميا ما بين 250 مليون إلى 275 مليون رغيف خبز بلدي مدعم يوميا (طبقا لتصريحات سابقة لوزير التموين والتجارة الداخلية علي مصيلحي، في شهر أبريل الماضي)، عبر 30 ألف مخبز موزعين على مختلف محافظات الجمهورية.
أما عن السجائر، فتظهر أحدث بيانات استهلاك السجائر في مصر أن المصريين استهلكوا 51 مليار سيجارة في 9 أشهر (في الفترة من شهر يوليو 2020 وحتى شهر مارس 2021)، وذلك بنسبة زيادة 4 مليارات سيجارة عن نفس الفترة من المماثلة من العام المالي السابق، وفق بيانات الشركة الشرقية للدخان. ويرتفع العدد بحساب السجائر المستهلكة من إنتاج الشركات الأخرى.
ويصل إجمالي عدد المدخنين في مصر إلى 18 مليون مدخن (53.6 بالمئة من الذكور مدخنين، و0.3 بالمئة من بين الإناث مدخنات) -طبقا لأحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في شهر مايو الماضي، على هامش الاحتفال باليوم العالمي للإقلاع عن التدخين- بما يشكل نسبة 17.7 بالمئة من المصريين (من سن 15 سنة فأكثر)، على حسب تقديرات السكان للعام 2020.
ويبلغ متوسط الإنفاق السنوي بالنسبة للأسر المصرية (التي بها فرد أو أكثر من المدخنين) إلى نحو 6293.5 جنيه سنوياً.
ووفق بيانات الجهاز، فإن 41.3 بالمئة من الأسر المصرية بها فرد مدخن على الأقل. وقدّر الجهاز عدد الأفراد العرضة للتدخين السلبي بناء على ذلك بحوالي 24 مليون شخص.
دعم.. وضرائب
وتقدم الدولة المصرية دعما للخبز قيمته 44.884 مليار جنيه (الدولار يعادل 15.64 جنيه مصري تقريبا) بحسب البيان المالي للعام المالي الجديد، وذلك من إجمالي أكثر من 84 مليار جنيه قيمة الدعم التمويني (وفق ميزانية 2020-2021).
ويكلف رغيف الخبز المدعم الدولة المصرية 60 قرشا، ويباع على بطاقات التموين بخمسة قروش، طبقا لتصريحات سابقة لمساعد وزير التموين رئيس جهاز التجارة الداخلية الدكتور إبراهيم عشماوي.
بينما على الجانب الآخر، تقدر قيمة الضرائب التي تحصلها الدولة المصرية من السجائر والدخان بنحو 74.6 مليار جنيه وفق بيانات وزارة المالية (البيان المالي السابق لمشروع الموازنة العامة للدولة لعام 2020-2021).
أوجه الإنفاق
وتوجه حصيلة الضرائب المفروضة على السجائر إلى دعم الموازنة العامة للدولة المصرية، لا سيما قطاع الصحة، على اعتبار أن الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل تحصل على جنيه واحد على كل عبوة سجائر في السوق المحلية (سواء من الأصناف المحلية أو الأجنبية).
وتزداد القيمة كل ثلاث سنوات بواقع 25 قرشا (ربع جنيه)، وفقا للائحة التنفيذية لقانون التأمين الصحي الشامل.
ومن غير الواضح حتى الآن إجمالي القيمة التي ستوفرها الدولة المصرية من قيمة الدعم المخصص للخبز، وحجم العائد على التغذية المدرسية؛ ذلك أن الأمر متوقف على سعر رغيف الخبز بعد الزيادة، بينما الحكومة تعكف على دراسة عاجلة لإقرار تلك الزيادة قريباً بعد تصريحات السيسي.