عبر المخرج المصري الشاب عمر الزهيري عن سعادته بالفوز بالجائزة الكبرى في مسابقة "أسبوع النقاد" بالدورة الـ74 لمهرجان كان السينمائية الدولي.
وقال الزهيري لموقع سكاي نيوز عربية أن تتويج فيلم "ريش"هو تكريم لكل العرب، خاصة وأنها المرة الأولى التي يفوز فيها فيلم عربي بهذه الجائزة منذ تأسيسها عام 1961.
ولا تزال قصص المواطنين "الغلابة" كما تصفهم الكلمة المصرية في تعريف الطبقة الهشة من المجتمع، الأقدر على الوصول إلى المهرجانات السينمائية العالمية، ويذكرنا الاحتفاء والتتويج الكبير الذي حاز عليه المخرج المصري الشاب هذه السنة بعدة أفلام مصرية نجح أصحابها في الوصول إلى البساط الأحمر بفضل سرد قصص عن تلك الفئة المجتمع.
ويأتي هذا النجاح العربي الفريد من نوعه، بعدما وقعت السينما المصرية حضورا بارزا في السنوات الأخيرة بفيلم "إشتباك" لمحمد دياب عام 2016، وفيلم "يوم الدين" لأحمد شوقي عام 2018، وهي أعمال أعادت الذكريات إلى سنوات خلت، كانت فيها الإبداع السينمائي المصرية حاضرا بقوة بفضل أعمال يوسف شاهين وداود عبد السيد.
وها هو اليوم رئيس لجنة التحكيم المخرج الروماني كريستيان مونغيو الحائز على السعفة الذهبية، يعلن عن ميلاد مخرج شاب "33 سنة"، يدخل تاريخ السينما المصرية من بوابة مسابقة أسبوع النقاد التي التحقت بمسابقة كان الرسمية بداية من عام 1961 وذلك بمبادرة من الجمعية الفرنسية للنقد السينمائي، لتصبح تقليدا سنويا لا ينظر إلى حسابات كبار المنتجين بقدر اهتمام هذه الفئة بالجانب الفني والإبداعي والحكايات الإنسانية التي يتناولها مخرجي الأفلام.
وقد تحدث موقع "سكاي نيوز عربية" مع المخرج المصري بينما كان يستعد للعودة إلى القاهرة وقد حمل معه إلى بلده جائزة مهمة ستكون محور نقاش كبير في القاهرة حول مستقبل الأفلام والدعم والتمويل السينمائي.
وعبر الزهيري عن إحساسه بالفخر قائلا: “سعادة غامرة، الجائزة ضخمة جدا و مشرفة، بشكل شخصي شعرت بفخر شديد للسينما المصرية العظيمة التي أنتمي لها ، فأنا أبن المعهد العالي للسينما و تتلمذت على يد أساتذة عظماء و فنانين كبار في صناعتنا العريقة ، كطالب و كمشاهد و كمساعد مخرج".
وأكد الزهيري أنه يشعر الأن بامتنان كبير للحياة والظروف التي سمحت لي أن أكون جزء من هذا التاريخ بفيلمي، وقال:"الجائزة هي تقدير لمستوى الفيلم السينمائي و للسينما المصرية و العربية و الأفريقية. فهي المرة الأولى في تاريخ المسابقة أن يتم منحها لمخرج عربي".
وقد بدأت فكرة الفيلم وسط العديد من الدوافع الشخصية كما قال المخرج الشاب:"أحببت الشخصية، وقد اندفعت إليها بشكل شخصي جدا لأجل منها شخصية رئيسية تتطور تدريجيا مع الوقت".
وأوضح أن أكثر ما حمسه لتقديم الفيلم هو الخط الدرامي الذي "يبدو بسيطا و لكنه بداخله شخصية شديدة القوة و التعقيد “، على حد تعبيره.
ويتناول الفيلم قصة أب يقرر إقامة عيد ميلاد ابنه الأكبر فيحضر ساحرا لتقديم بعض الفقرات المسلية للأطفال، وفي إحدى الفقرات يدخل الأب في صندوق خشبي ليتحول إلى دجاجة ومع محاولة الساحر إعادته مرة أخرى تفشل الخدعة ويبقى الأب في هيئة دجاجة.
وأكد الزهيري أنه كمخرج يميل أكثر إلى الأشخاص العاديين ولا يحبذ الأبطال وقال: “هناك دائما شيء ساحر وراء كل الشخصيات الخاملة التي تعيش في الظل ومن الرائع أن تكتشف هذا السحر سينمائيا".
هكذا تعود السينما المصرية إلى كان لتخطف واحدة من أهم الجائزة الكبرى التي ينظر إليها النقاد العالميين بكثير من الاهتمام، خاصة وأنها موجه فعلا لشريحة من السينمائيين الذين يقدمون أفلاما تصنف في خانة الأعمال الملتزمة سواء من ناحية الإنتاج أو المواضيع والقضايا التي يتم طرحها.