بعد انتشال 18 جثة، لا تزال فرق الإنقاذ تبحث بين أنقاض "برج تشامبلين الجنوبي" في بلدة "سيرفسايد" جنوبي فلوريدا، أملا بالعثور على إجابات لأسر 145 شخصا ما زالوا في عداد المفقودين، إلا أن إيليانا مونتيغودو لن تكون بينهم، إذ أنقذتها مصادفات صغيرة قبل لحظات من وقوع الكارثة.
وشرحت إيليانا مونتيغودو في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، كيف أيقظها صوت الرياح القادم من باب شرفتها في الطابق السادس من برج "تشامبلين" المنكوب، عند حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، قبل المأساة بدقائق.
وقالت إن اختلاف أي من تفاصيل لحظاتها الصغيرة الأخيرة في المبنى، كان سيجعلها في عداد المفقودين.
وأضافت أنها في الساعات التي سبقت الانهيار، وضعت أدويتها وبطاقاتها الائتمانية في حقيبتها، قبل أن تذهب للفراش. لكن في حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، أيقظتها ما وصفتها بـ"القوة النادرة".
وأوضحت مونتيغودو أن ذلك الشعور ربما جاء من صوت الرياح بسبب باب الشرفة المفتوح في غرفة المعيشة، فقررت النهوض لإغلاقه. لكنها تنبهت هناك إلى تصدع يتحرك من سقف الغرفة إلى أسفل الجدار ويتسع بسرعة.
وقالت: "شيئا ما بداخلي قال: اركضي، عليك أن تركضي لتنقذي حياتك".
وخلال لحظات، ارتدت أول ثياب وجدتها أمامها، وأمسكت بهاتفها وحقيبة يدها، وخرجت من شقتها. لكنها وبمجرد وصولها إلى الردهة، لم تجد ذعرا أو إنذار طوارئ، وكانت تعلم أن عليها تجنب المصعد.
وأشارت مونتيغودو إلى أنها لم تكن تعلم أن أحد سلالم الطوارئ كان بجوار شقتها، لذلك ذهبت إلى مخرج طوارئ في الطرف الآخر من المبنى، وهو الجزء الذي لا يزال صامدا حتى الآن.
وبينما كانت تقفز على الدرج من الطابق السادس، توسلت الله أن يسمح لها برؤية أبنائها وأحفادها مرة أخرى، وسمعت صوت البرج الذي كانت تعيش فيه وهو ينهار.
وقال ابنها أندريس ألفاريز، إنها لو استخدمت مخرج الطوارئ القريب من شقتها، لكانت على الأرجح قد سُحقت تحت الركام.
وأضاف أن والدته كان "عليها أن تستيقظ باكرا في صباح اليوم التالي"، لذلك "لم تأخذ قرص الدواء المنوم لأنها كانت تخشى أن تنام كثيرا. ولولا ذلك الباب المفتوح.. لولا تلك الرياح.. لو أنها لم تتنبه للتصدع.. لما كانت هنا لتروي القصة".
وأكدت مونتيغودو أنها الآن بأمان، لكنها تبكي كثيرا على جيرانها المفقودين في المبنى، الذي انتقلت إليه منذ 6 أشهر فقط.