وجهت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم" يونسكو" تحذيرا شديد اللهجة للحكومة اليمنية، تضمن الإشارة إلى تردي حال المعالم التاريخية في العاصمة صنعاء، وفي مدينة التراث العالمي زبيد، نتيجة استمرار المخالفات والبناء العشوائي الذي أدى إلى تشويه كامل للتراث المعماري.
وأعطت المنظمة الدولية السلطات اليمنية فرصة أخيره تنتهي في يونيو المقبل، موعد انعقاد الدورة الـ37 للمنظمة.
وطالبت يونسكو الحكومة بتقديم تقرير شامل عن حالة مدينة صنعاء القديمة، ومدينة التراث العالمي في زبيد، وجهود الحكومة في إزالة المخالفات، وكل ما يهدد التراث الحضاري والإنساني هناك.
وكانت يونسكو منحت اليمن 4 فرص سابقة، دون أن تتخذ صنعاء أي إجراءات عاجلة وملموسة على الأرض لحماية التراث من زحف المباني الإسمنتية التي انتشرت بشكل كبير.
وقال رئيس الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية، ناجي ثوابة "هناك معوقات تتعلق بالتمويل.. فبعض البيوت يحتاج إلى صيانة، ومنها ما يحتاج إلى ترميم". وأضاف "25 في المائة من هذه البيوت تحتاج إلى إعادة تأهيل".
ودفع هذا الوضع العديد من المثقفين اليمنيين إلى مطالبة وزير الثقافة بسرعة التحرك لوضع حلول عاجلة، وتجنب قرار إخراج بعض المناطق الأثرية من قائمة التراث العالمي.
وفي ظل أوضاع سياسية واقتصادية متدهورة يعيشها اليمن، بدأت البنايات الإسمنتية تنشب أظافرها في المناطق التراثية. وسجلت الشرطة نحو 1200 مخالفة معمارية منتشرة حول مدينة زبيد وعلى خط السور.
من جهتها، قالت نائبة وزير الثقافة هدى أبلان إن تهديد يونسكو يتناقض مع الجهود التي بذلت على مدى سنوات للحفاظ على المدينة، مضيفة "نحن في وزارة الثقافة نأخذ الأمر بجدية مفرطة، وأيضا نعتبر أن وصول هذا الإنذار هو مساس بكل العمل الثقافي والتاريخي الذي حظيت به مدينة صنعاء القديمة على مدار 30 عاما".
ويعول اليمن على السياحة كمصدر مهم للعملة الصعبة، خاصة أن مئات الآلاف من السائحين الأجانب يزورون المواقع التراثية والثقاقية القديمة فيه.