طوَّرت وزارة السياحة المصرية خدمات جديدة لمساعدة "أصحاب الهمم" من فاقدي حاستي البصر والسمع أو القدرة على السير وغيرها وكبار السن في الاستمتاع والاستفادة بمحتويات المتاحف من ناحية.

ولهذا الإجراء مكسبان، فهو يزيد من إقبال هؤلاء على المتاحف، وزيادة العوائد المالية من ذلك. 

وتعد "السياحة الميسرة" نمطا حديثا أطلقته منظمة السياحة العالمية في أغسطس 2013، ويستهدف نحو 1.6 مليار شخص في العالم، من بينهم 50 مليون في العالم العربي، ما بين أصحاب الهمم وكبار السن والأطفال والسيدات الحوامل.

ويقول رئيس قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار في مصر مؤمن عثمان: "تم تخصيص الإدارة العامة لذوي الاحتياجات الخاصة بقطاع المتاحف للإشراف على جاهزية الأماكن لتناسب كافة مستويات الإعاقة لدى السياح من فاقدي البصر وذوي الإعاقة الحركية إضافة إلى الأقزام".

أماكن مخصصة

ويوضح عثمان في حديثه لموقع  "سكاي نيوز عربية" أن جاهزية المتاحف تنقسم لشقين، الأول إقامة أنشطة تدمج فئة ذوي القدرات الخاصة مع باقي فئات السياح وتجعلهم جزء من المجتمع المتحفي، والشق الثاني خاص بجعل المبنى المتحفي مؤهلا لاستقبال السياحة الميسرة.

ومن ضمن التيسيرات، حسب عثمان، تخصيص مسارات زيارة، ودورات مياه للسياح من أصحاب الهمم، ووضع بطاقات شرح مجسمة بجوار القطع الأثرية.

والمتحف المصري بوسط القاهرة من أوائل المتاحف المصرية تطبيقا لمفهوم "السياحة الميسرة"؛ لاحتوائه على مسار مخصص لأصحاب الهمم يمكنهم من التعرف على الآثار دون عائق، ومدرسة الوعي الأثري للمكفوفين التي تتيح للزائر فاقد البصر الاستمتاع بالآثار عن طريق اللمس وبطاقة الشرح بطريقة برايل.

أخبار ذات صلة

بعد نجاح "موكب المومياوات".. عيد آمون يعيد أنظار العالم لمصر
قبول ترشيح اامتحف المصري لتسجيله على قائمة التراث العالمي

كما تتوفر إتاحة المسارات وبطاقة الشرح لأصحاب الهمم في متاحف شرم الشيخ ومطار القاهرة والإسكندرية ومتحف كفر الشيخ، وخدمات مماثلة في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، وجاري تجهيز قاعات مخصصة في المتحف الكبير المقرر افتتاحه العام الجاري.

ويلفت الخبير السياحي علي كامل منصور في حديث مع "سكاي نيوز عربية" إلى أنه إضافة لهذه الخدمات، يلزم الاهتمام بالكوادر البشرية القادرة على التعامل وتقديم هذه الخدمات لأصحاب الهمم بسهولة.

قلم سنسور وتجربة إيطالية

ومن التقنيات الجديدة في هذا المجال، يقول المسؤول المصري إنه جرى إضافة "قلم سنسور" ليعتمد الزائر على نفسه في قراءة المعلومات المصاحبة للآثار المعروضة، وهي تقنية لخدمة المكفوفين استفادت المتاحف المصرية بها بعد نجاحها في متحف " أنكونا" الإيطالي.

ويوضح: "يعود التعاون بين المتحف المصري ومتحف أنكونا في السياحة الميسرة إلى عام 2017، خاصة وأن متحف أنكونا يعد متحف نادر من نوعه عالميا في خدمة الزوار فاقدي البصر، باستخدام التكنولوجيا الحديثة للتعرف على القطع الأثرية.

ووفقا لتقديرات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر لعام 2018، فإن عدد المتاحف بلغ 72 متحفا، وعدد زوار المتاحف خلال العام نفسه وصل إلى 2.845 مليون زائر.