تعرضت البلوغرز المصرية بسمة بشاي لواقعة تحرش أثناء عودتها من بيروت في مطار القاهرة، وأثناء الحصول على حقائبها الخاصة بعد أن رأت أحد العاملين يقوم بتصويرها من الخلف.
ونشرت "بشاي" فيديو على حسابها الشخصي على "إنستغرام" تشير للواقعة وبأنها الأصعب في حياتها، وطلبت الدعم من المصريين الذين يرونها، لينتشر الفيديو كالنار في الهشيم، ويطالب الجميع بالقبض على المتحرش وتحويله للعقاب.
تواصلت "سكاي نيوز عربية" مع "بشاي"، التي حكت تفاصيل جديدة عن الواقعة قائلة: "ذهبت للمنزل قرب الساعة الثانية صباحا بعد عمل التحقيقات الأولية، وفي الحادية عشر تقريبا صباح اليوم التالي ذهبنا للنيابة، ولم أر المتهم طوال نحو 8 ساعات كنت متواجدة خلالها هناك".
وتابعت المدونة "البلوغرز" المصرية: "كان هناك اهتمام كبير بالموضوع، ووجهت لنا الكثير من الأسئلة، وأخذوا منّا جميع التفاصيل، وتأكدوا أن الحقيقة هي التي تم قولها ووقعت عليها، والحقيقة أنني رأيت أملا كبيرا للغاية بعد حديث الجميع بأنني سأحصل على حقي".
وأوضحت "بشاي" في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية": "سمحوا لي بالتواصل مع أهلي طوال تواجدي في غرفة النائب العام بسبب عدد الساعات التي قضيتها، وكانوا متفهمين للموقف جيدا، وأكدوا لي مرارا أنهم يتابعوا الموقف ويعرفون مدى أهمية القضية، واعتذر لي وكيل النائب العام أنني كامرأة أمر بكل تلك الأمور، وبيّن لي أنهم لن يتوقفوا عن الدعم وجلب الحقوق لكل سيدة تعاني من مثل تلك الوقائع".
تفاصيل الواقعة
وكانت البلوغرز المصرية قد نشرت فيديو أوضحت فيه تفاصيل الحادثة قائلة: "ده أصعب فيديو بعمله في حياتي، كنت مسافرة بيروت ورجعت مصر، وأنا واقفة منتظرة الشنط، راجل صورني من الخلف على هاتفه، وعندما انتبه إليه أصحابي، حاولوا يفتحوا التليفون".
وتابعت: "بعد حديث طويل والاستعانة بالأمن، دخلنا إحدى الغرف وبعد فتح هاتفه ومعاينته، شاهد أكثر من 10 رجال آخرين ما قام الشاب المتحرش بتصويره، حيث عثروا على مقطع مصور، وهو يصور فتيات من الخلف".
وأكدت أنه: "ظهر على هاتف الشاب المتحرش عدد كبير من صور الفتيات اللاتي تعقبهن وصورهن، وقام رجال الشرطة بالتحفظ على الشاب وتم التحقيق معه، وخرج من المطار وهو (متكلبش)، وغدا فيه تحقيقات أخرى، والراجل اترفد، والحمد لله أني استطعت الخروج وغدا هكمل تحقيقات، وسأتابع أي جديد معكم".
دعم عظيم
وعن الدعم التي تلقته من السوشيال ميديا بعد نشر الفيديو، نوهت في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية": "لم أكن متوقعة ما حدث، ولم أتخيل أن يحدث ذلك، نشرت الفيديو لكي يساعدني أي شخص يعرف أي أحد في المطار، ولكنّي تفاجأت بمساعدة لا محدودة من الكثيرين، فكثيرون حاولوا مساعدتي عن طريق أقارب لهم بالداخل، وآخرون طلبوا أن أقول لهم عن الطريقة التي يساعدونني بها وينفذوها ويقفوا بجانبي".
رسالة خاصة
ووجهت ضحية متحرش المطار رسالة للسيدات: "أعلم أن الموضوع في البداية مرعب ومخيف، لأننا نواجه في بدايته أناسًا يقفون ضدّنا أكثر من المساندين، غير أنّه عندما يرون أننا نقف في وجه الصعاب سنرى أن الحقوق تصل لأصحابها. رجاءً لا تتركي حقك، وحاربي من أجله، فالسوشيال ميديا حاليًا سلاح أقوى من أي مؤسسة".
وأنهت البلوغرز المصرية حديثها برسالة للمتحرش قائلة: "فكرت كثيرا في أولاده، ليس سهلًا عليّ أن أعرف أنهم يرون والدهم بهذا الشكل الآن، ولكنني أسامحه حتى على الرغم من عدم اعتذاره لي.. حقيقي أشفق عليه بشدة لأنه يلجأ لهذا الفعل، وما بيني وبين نفسي سأصلي له لكي يتغيّر، ولكن لكل خطأ عقاب، ولن أتنازل عن القضية لأنه لابد وأن يكون عبرة لغيره".
عقاب رادع
وكان المحامي والباحث القانوني عبد الرازق مصطفى قد أكد في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية" أنّ الواقعة بعد مراجعة الفيديوهات الخاصة بها تنص صراحة على كونها ’تحرش طبقا للمادة 306 مكرر أ وب‘، حيث تم تعديل القانون عام 2014 لأنه لم يكن متواجدا قبل ذلك نص صريح له علاقة بوسائل الاتصالات والتصوير وما شابه ذلك، وسيتم معاقبة الجاني بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وحتى عام، وغرامة مالية تبدأ من 3 آلاف جنيه وحتى 10 آلاف جنيه".
بينما رأى المستشار القانوني محمد بركات أن: "التحرش جريمة يعاقب عليها القانون، ولا يجب التهاون معها أو التراخي في الإبلاغ عنها من جانب المجني عليه بشخصه، فيجب عليه الذهاب لقسم الشرطة التابع له مكان الواقعة وتحرير محضر جنحة ضد المتحرش".
إيقاف العامل وسحب رخصته
وأصدرت الصفحة الرسمية لشركة ميناء القاهرة الجوي على "فيسبوك" تنويها قالت فيه: "بالإشارة إلى الفيديو الذي تم نشره على أحد مواقع التواصل الاجتماعي يوم 14 يونيو والمتضمن شكوى أحد الراكبات القادمات على رحلة بيروت بتعرضها للتصوير من أحد العاملين بمبنى الركاب رقم 3 بمطار القاهرة، تفيد الشركة بأنه تم إيقاف العامل اعتبارا من اليوم".
وأوضح البيان أنه "تم سحب تصريحه الجمركي لحين الانتهاء من التحقيقات بواسطة الجهات المعنية، وتؤكد إدارة مطار القاهرة الجوي أنها حريصة على سلامة جميع الركاب المترددين على المطار وأنها لا تتهاون في محاسبة أي متجاوز أو مقصّر في تأدية الواجب من جميع العاملين".