يوم الجمعة الماضي، أعلنت محمية ماساي مارا الطبيعية في إفريقيا، نفوق الأسد "سكار فيس" الذي يعتبر الأشهر في المحمية، بينما وثق مصور مصري لحظاته الأخيرة، وكشف معلومات مثيرة، عن واحد من أشهر الأسود عبر التاريخ.

وقالت المحمية على صفحتها على فيسبوك: "في الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، لفظ الأسد سكار فيس أنفاسه الأخيرة، مات في سلام دون إزعاج من السيارات أو الضباع".

وانتشرت حول وفاة "سكار فيس" العديد من المغالطات من بينها وفاته ليلا وبكاء الإناث عليه لساعات طويلة، بجانب احتفاظه برأس أحد الأسود لمدة أسبوعين بعد القضاء عليه، والتي ينفيها مصور الطبيعة المصري مصطفى البرلسي، الذي كان متواجدا في اللحظات الأخيرة للأسد ليوثقها بعدسته.

اللحظات الأخيرة

ويقول البرلسي لموقع سكاي نيوز عربية: "أعيش في المحمية منذ 4 سنوات تقريبا، وسكار فيس بالنسبة لنا جميعا هو جزء من الحياة اليومية سواء نراه أم لا، لأنه يعتبر الأشهر والذي يهتم به الجميع".

ويحكي مصور الطبيعة المصري: "سكار فيس يتم ذكره يوميا في الروتين الحياتي لنا، وكنّا نتابع أخباره منذ فترة ونعرف ما يحدث له، لأنه مطرود من المجموعة ويعيش هو وأخوته الاثنين، ولكن أحدهم مات قبل فترة وبقي هو وأخيه فقط".

المصور مصطفى البرلسي

ويضيف البرلسي: "عندما علمنا بالحالة الصحية التي يمر بها، قامت الوحدة البيطرية بالذهاب له لتقديم أي دعم طبي من الممكن تقديمه، ولكن الأمر كان قد انتهى، وكنا نتابع أخباره حتى علمنا أنه عاد لنفس المكان الذي ولد فيه قبيل وفاته بساعات، وهو المكان الذي يبعد عن مملكته الأصلية".

ويستطرد المصور المصري: "تواجدت من الساعة السابعة صباحا تقريبا، كنا نقف ونرصد ما يحدث، وفي نفس التوقيت لتوفير الحماية له من الضباع والحيوانات المفترسة لأنه كان في حالة ضعف، وهو ما يعد فريسة سهلة لأي حيوان للانقضاض عليه، بجانب أنه مات وحيدًا ولا نعرف حتى الآن أين يتواجد أخيه".

ويشير البرلسي في حديثه مع موقع سكاي نيوز عربية إلى أنّ: "ما يقال عن الأسد مبالغ فيه وخيالي للغاية ولا ينطبق على أي أسد في التاريخ، سكار فيس مميزا للغاية ويرجع تسميته لهذا الاسم بسبب الجرح الذي في عينه عام 2012، بجانب إصابته بعد ذلك بأعوام بخلع في عظام الفخذ الخلفي".

مهارات فائقة

وينوّه مصور الطبيعة: "الجميع توقع ألا ينجو سكار، ولكنه استمر في الحياة البريّة، وكان له هيبة حقيقية مميزة، بجانب طريقته هو وأخوته في الصيد التي تعتبر مختلفة وفريدة، ولا يستطيع أي شخص في الحياة معرفة عدد الأسود التي حاربها أي أسد، لأن متابعة أي أسد ليست تكون طوال الـ24 ساعة".

ويوضح: "المحمية التي كان يعيش فيها يتواجد بداخله أكثر من 6 عائلات ولكل عائلة ذكور مسيطرين، ولو بمقياس القوة البدنية فهناك أسود أقوى من سكار فيس بكثير، ولذلك فالأحاديث عن سيطرته على حكم كينيا وأوغندا كلام مبالغ فيه ولا يمتّ للواقع بصلة".

وعن اللحظات الأخيرة يحكي مصور الطبيعة لموقع سكاي نيوز عربية: "كان هناك أناس كثيرين يمرّوا لتوديعه وإلقاء عليه السلام الأخير، لأن الجميع كان يعرفه لما له من هيبة كبيرة، فالعادي أن الأسود تموت ولا نعرف سوى بعد ذلك بيوم أو اثنين ولكن الأمر مع سكار فيس مختلف تماما".

أخبار ذات صلة

أول إصابة بكورونا بين غوريلات "على شفا" الانقراض
"بالونات الإنترنت" تحلق فوق موزمبيق

تكريم الأسد

ويثني البرلسي على التكريم الذي حظي به بعد وفاته: "إدارة المحمية قرّرت دفنه وتكريمه، لأن ذلك الأمر تقليد غير متعارف عليه في عالم الحيوان، بجانب ذلك وضعوا شجرة في المكان الذي توفي فيه".

ويردف المصور الذي وثّق اللحظات الأخيرة لأحد أشهر الأسود: "أعيش مع الحيوانات بشكل دائم طوال الوقت، أوقاتي التي أقضيها معهم أكثر من البشر، لهم سلوكيات مميزة ويقومون بعمل أشياء لا نتوقعها، ولديهم ذكاء عالي وخصائص تميزهم عن بعض البعض، حقيقي هم عالم آخر ممتع للغاية".

نعيش مع الحيوانات

وينهى البرلسي حديثه مع موقع سكاي نيوز عربية: "القاعدة الأولى هنا أننا نعيش مع الحيوانات وليس العكس، فالحيوان له الأحقية والأولوية طوال الوقت، تعوّدت على نمط الحياة وأصبح الموضوع غير مخيف، على الرغم من كون المحمية مفتوحة وليست مغلقة والحيوانات تتحرك بحرية تامة"