تكررت في الفترة الماضية أخبار إعلان بعض الفنانين في مصر، عن إصابتهم بأمراض خطيرة وعديدة قد تجبرهم على الابتعاد عن الأضواء قليلا، وآخر هؤلاء الفنانين فطين عبد الوهاب الذي أعلن خبر إصابته بالسرطان.
ولم نشهد تلك الظاهرة من قبل، وفق ما يؤكده الكثير من النقاد، حيث كان بعض الفنانين يعتبر المرض أمرا خاصا وشخصيا، والبعض كان يخشى أن تؤثر على فرص دخولهم في أعمال فنية جديدة، فما هي أبرز الحالات المرضية التي كشف عنها نجوم مصر مؤخرا؟
فطين والسرطان
الفنان زكي فطين عبد الوهاب، فاجأ جمهوره قبل أيام بخبر إصابته بورم بالمخ، وذلك من خلال حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال فيه: "أصدقائي الأعزاء، عملت التحاليل والأشعة المطلوبة، واكتشفت للأسف إني عندي ورم في المخ من الدرجة الرابعة، أسف أني مش هرد على تليفونات، ادعولي بالشفاء"، وكان فطين قد أصيب من قبل بمرض السرطان، وتعالج منه بعد رحلة طويلة من العلاج.
ويذكر أن آخر عمل ظهر فيه فطين عبد الوهاب في السباق الرمضاني الماضي من خلال مسلسل" كوفيد- 25.
"سبعبع" والبتر
ولم يكن فطين عبد الوهاب وحده الذي صدم جمهوره بخبر مرضه في الأيام الماضية، فهناك أيضا لقاء سويدان التي نشرت صورة لها، وعلقت عليها قائلة: "أنا معظم الوقت بنزل بوستات لطيفة وصور شغل أو حاجات مبهجة، وما بحبش الأخبار الكئيبة، بس بجد أنا محتاجة دعواتكم جداً؛ لأني مريضة جداً من فترة وبتحسن ببطء"، وتابعت لقاء سويدان قائلة: “ادعوا لي في صلاتكم، ومن قلبكم، اعذروني في عدم ردي على الموبايل".
وينضم للقائمة الفنان سيد جبر الذي تعرض إلى وعكة صحية شديدة، بعد تناوله لقاح كورونا، وأدى ذلك إلى تدهور حالته الصحية، ونقله إلى غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات، وقد تحسنت حالته الصحية حسبما أعلنت ابنته شهد عبر حسابها مقدمة الشكر للنقابة وبعض زملائه الذين تابعو حالته الصحية، وقد شارك الفنان سيد جبر مؤخرًا في مسرحية" سيد درويش".
أما الفنان شريف دسوقي "سبعبع" فقد سبق جبر بعدة أيام بعدما أصيب بجرح في قدمه اليسرى وهو مريض سكر، فساءت حالته جدا وبعد الفحوصات والأشعة والتحاليل قرر الطبيب بتر الساق من تحت الركبة، وقد أُصيب الفنان شريف دسوقي خلال تصوير مسلسل لم يكتمل تصويره، بينما اكتشف الإصابة أثناء تصوير فيلم "وقفة رجالة"، حيث جرى تصوير بعض المشاهد لمدة أسبوع في مدينة الغردقة.
قائمة المرض
قائمة المرض التي تضم أيضاً فنانين غابوا عنا، هي طويلة فما تزال الصدمة تسكن جوارح الكثير بعد وفاة الفنان الكبير سمير غانم، وقبله صديق عمره وشريك رحلة الكفاح الفنان المصري جورج سيدهم والذي أصيب بجلطة في المخ أقعدته عن التمثيل لمدة 20 عاماً، فاعتزل الفن تماماً ولم يظهر سوى في إعلان مع الفنانة شيرين جالساً على كرسي متحرك، حتى توفي في أواخر 2020 عن عمر ناهز 82 عاماً.
وأيضا هناك الفنان المنتصر بالله الذي أصيب بجلطة دماغية في بداية عام 2008 ، استمرت لمدة 12 عاماً، فلم يستطع استكمال مسيرته حتى اعتزل تماماً ولم يشارك سوى في الأعمال التي لا تتطلب مجهوداً كبيراً كالأعمال الإذاعية، وتوفي في نهاية 2020 عن عمر ناهز 70 عاماً ، وهناك أيضاً الفنان يوسف منصور والذي أنهى السرطان مسيرته مبكرا بعدما حقق نجاحاً كبيراً في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وأشتهر بأفلام الأكشن حتى أنه لُقب بـ "بروس لي العرب"، وفي أوج نجوميته اضطر للاختفاء عن الشاشة اختفى عن الشاشة لمدة تزيد عن 15 عاماً.
غابت وعادت
وأيضا هناك الفنانة الكبيرة شيريهان والتي منعها المرض من مواصلة نجاحها، فالفنانة الملقبة بـ أيقونة الفن الاستعراضي أُصيبت بحادث سير أدى لإصابة بالغة في عمودها الفقري فظلت لسنوات عدة عاجزة عن الحركة، وما إن استعادت عافيتها وعادت لجمهورها بـمسرحية "شارع محمد علي" وعدد من الأفلام حتى أُصيبت بسرطان الغدد اللعابية في عام 2002 لتغيب عن جمهورها لمدة 19 عاماً كاملة في رحلة علاجها من السرطان اللعين حتى عادت في رمضان الماضي بإعلان لإحدى شركات المحمول وسط احتفاء كبير من جمهورها.
دور النقابة
وعن دور النقابة في مواجهة هذا النوع من الأزمات، قال الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية في تصريح خاص لـ "سكاي نيوز عربية"، أن نقابة المهن التمثيلية تشمل الرعاية الصحية والاجتماعية للفنانين، وتوفر لهم كل ما يحتاجون إليه على الجانب الصحي.
وتابع نقيب المهن التمثيلية قائلًا: نحن نمتلك في نقابة المهن التمثيلية أفضل مشروع علاج بمصر، ونوفر للفنانين جميع أوجه الرعاية الصحية من كشوفات وعمليات وغيرهم.
قاعدة جماهيرية
ومن جانبها علقت الناقدة الفنية أمل صبحي لسكاي نيوز عربية، قائلة: "الفنان يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، تتابع أخباره سواء على المستوي الفني أو المستوي الشخصي، وبالطبع أي محنة مرض يمر بها الفنان تكون مصدر إزعاج له ولأسرته أولًا ولمتابعيه وجماهيره ثانيًا، فدائما ما تحظي أخبار الفنان عقب مرضه بمتابعة أكبر حرصًا على معرفة آخر تطورات حالته الصحية، وهو ما شاهدناه مع العديد من النماذج الفنية التي مرضت مؤخرٍا سواء بسبب فيروس كورونا وأمراض أخرى.
وتابعت الناقدة: "بعض الفنانين يفضلون عدم الإعلان عن مرضهم، إذا كان في حالة صحية ليست بسيئة، وذلك لعدم تقليل فرص ترشيحهم أو مشاركتهم في أي أعمال، ولذلك يفضل بعضهم إخفاء ذلك تخوفًا من تهويل الأمر من قبل وسائل الإعلام".
خلف الأضواء
و أردفت: "هناك الكثير من الفنانين خلف الأضواء يمرون بمشاكل صحية ولا نعلم عنهم شيء إلا عند لجوئهم لوسائل الإعلام ثم يبدأ دور النقابة و تتدخل، فطبعا لا يوجد شك بأن محن المرض تكون اختبار قاسي، فهو كأي إنسان يمر بمحنة مرض يشعر بسوء شديد و يتأثر نفسيًا بها، كما أنه يشعر بالسوء لما يمكن أن ينعكس بالسلب علي عمله و ابتعاده عن العمل الفني، فلابد من توافر دعم معنوي و أدبي من قبل المحيطين بالفنانين سواء من قبل أسرته أو من قبل زملائه أو من قبل الجماهير عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي بالدعاء، مثلما يحدث مع الفنانة دلال عبد العزيز حاليًا فالجميع يدعو لها بالشفاء".
واختتمت: " أثناء مرض بعض الفنانين، قد نفاجأ بأن هناك بعض الجماهير التي ترفض محتوى معين لأي فنان فيكون هناك نوع من "الشماتة"، وهو أمر خاطئ جدا".